إن معاناة اللاجئين السوريين الكبيرة التي بدأت بالمشاهد المروعة التي عاصروها في بلدهم، والتي أدت بهم إلى الهجرة القسرية، ووثقتها شهادات كثير من الأطفال والكبار، تلتها معاناة نزوحهم المريرة عبر الجبال، والتي لم تنته بعد.

مقدمة:

إن معاناة اللاجئين السوريين الكبيرة التي بدأت بالمشاهد المروعة التي عاصروها في بلدهم، والتي أدت بهم إلى الهجرة القسرية، ووثقتها شهادات كثير من الأطفال والكبار، تلتها معاناة نزوحهم المريرة عبر الجبال، والتي لم تنته بعد، وذلك بسبب الضغط النفسي بانتظار التغيير الإيجابي في وطنهم، ومتابعتهم لما يعانيه بقية أهلهم في الداخل من قصف وتدمير واعتداء على الأعراض والأنفس، ناهيك عن الإحباطات المريرة لدى الشعب خلال مسيرة حكمه الطويلة وسياسة الهدم التي اتُّبعت بتغييب العلماء العاملين والدعاة المؤثرين عن الساحة، مع التخريب المنظم للعقول ودعم أصحاب العقائد الفاسدة، وتهيئة المناخ الملائم لنموهم وتكاثرهم، مع تسرب أعداد كبيرة من طلاب المدارس وحرمانهم من حقهم في التعليم.

كل ما سبق ولَّد عقدًا نفسية لدى الأطفال وذويهم، إضافة إلى تراكم الضغوط بمرور الوقت مع الأعراض الإنسحابية لهذه الظروف؛ ما استدعى سرعة المعالجة ومحاولة إشغال هذه الشريحة الكبيرة بما ينفعها، وإعدادها لقيادة المرحلة القادمة، والوصول إلى بر الأمان بيسر واطمئنان، والذي يستدعي إيجاد المكان الآمن ليتولى تأمين العملية التربوية الصحيحة لأبنائنا وبناتنا، وتعويض ما فاتهم من تعليم، واستدراك حاجاتهم المتنامية للتدريب للدخول في سوق العمل، والتخلص من الضغوط والمشكلات النفسية المتراكمة.

نبذة عن المركز: 

لكل ما سبق وانطلاقاً من هذا الواقع، وانطلاقًا من واجبات المسلم الرئيسة الثلاث: (العلم، العمل، الدعوة)، ونتيجة لأستشرافنا للمستقبل، وبناءً على تصورنا لحاجات أبنائنا وبناتنا من النازحين وأبناء المناطق المنكوبة في بلد الشتات والداخل في حاضره ومستقبله؛ تأسس مركز الأمل للدعم النفسي والتطوير الشخصي في مايو 2012 في مدينة أنطاكيا – ولاية هاتاي التركية؛ ليكون منارة علم وعمل ترفد التجمعات السورية في تركيا والداخل السوري بالدعاة اللازمين لتعريفهم بما لا يسع المسلم جهله، وكذلك تأهيل الداعمين النفسيين لرأب الفجوة الكبيرة بين الحاجة والموجود فعلاً، وكذلك تأهيل الشباب للدخول في سوق العمل ببرامج داعمة ومكثفة وسريعة.

يعتبر مركز الأمل أقدم مركز في جميع دول الجوار السوري، وهو عبارة عن فيلا سكنية مؤلفة من ثلاثة طوابق، وتحيط بها حديقة مساحتها 1000 متر مربع، مزروعة بالأشجار المثمرة، وتقع في ضاحية راقية في هاتاي - أنطاكيا تسمى (مدينة الأطباء)، ويتكون الطابق الأول من صالة كبيرة للتدريب تتسع لستين متدربًا و150 مشاركًا في المحاضرات، ومكتب إدارة ومصلى، أما الطابق الثاني فيتألف من أربع قاعات دراسية مجهزة بمقاعد وسبورة، بينما يحتوي الطابق الثالث على ثلاث غرف تعتبر روضة لأطفال المعلمات وللأطفال المرافقين لأمهاتهم الطالبات ومجهزة بالكامل.

والمركز ليست تابعًا لأي تجمع أو حزب، وإنما يتبع مبدأ الوسطية في توجهه، ويرتكز على مبادئ الشريعة السمحاء المبنية على الكتاب والسنة في تصحيح المفاهيم الخاطئة والعقائد الفاسدة، التي دأب النظام السوري على زرعها وبثها في النسيج المسلم في سوريا.

  أهداف المركز:

يسعى مركز الأمل من خلال نشاطه إلى تحقيق جملة من الأهداف السامية من أهمها: 


- تخفيف، بل إزالة الضغوط التي يعاني منها اللاجئون وأبناؤهم من خلال برامج الدعم النفسي وبرامج التأهيل والتدريب.

- تأمين فرص تعلم عادلة للطلاب اللاجئين في بلدان الشتات والداخل السوري وللمتسربين ومن تقطعت بهم السبل على إكمال تعليمهم العالي.

- تأهيل جيل التخطيط الاستراتيجي الذي لا يتعامل بردود الفعل، وإعداد جيل واعٍ لأهداف أمته، وقادر على رسم مستقبلها، وقادر على وضع الأهداف الاستراتيجية، ووضع خطة لتنفيذها بدقة.

- إعداد الدعاة والداعيات القادرين على نشر رسالة الخير في ديننا الحنيف، وترسيخ قيم الوسطية التي تجمع ولا تفرق، ومن ثم تأهيلهم للعمل على الجالية السورية في بلاد الشتات وداخل سوريا الآن وبعد النصر إن شاء الله.

- معالجة الآثار النفسية الانسحابية  للأزمة السورية على الأطفال والأسر، وبعث الأمل في الأمة بتقديم بعض البرامج الملحقة للترفيه والتوجيه للسلوك الصحيح، من خلال البرامج الأسرية والبرامج التربوية.

- استثمار هذه المحنة بشكل إيجابي لتحفيز وتأهيل اللاجئين؛ ليكونوا أعضاءً نافعين لأمتهم في إقامتهم وبعد عودتهم للوطن، ولاعبين أساسيين في بناء الوطن وليسوا متفرجين أو سلبيين.

- استثمار الأوقات المهدورة، وإشغال جميع اللاجئين بخير، بدلاً من أن ينشغلوا بشر.

- نشر ثقافة التدريب والتأهيل.

- إعداد جيل جديد وكافٍ من المدربين المحترفين قادر على تحقيق أهداف التغيير بأسرع وقت وبأفضل المعايير.

- تشغيل اللاجئين السوريين من خلال تأهيلهم وتدريبهم على دراسة وإدارة المشاريع الخاصة الصغيرة، ونشر ثقافة العمل الحر وريادة الأعمال.

- دعم القطاع التربوي بتقديم البرامج التدريبية للكوادر التعليمية في المخيمات وخارجها في بلد الشتات والداخل السوري.

- دعم المراكز الدعوية الأخرى العاملة على الأرض؛ بتقديم البرامج التدريبية  في مهارات إعداد الدعاة والداعيات وباقي المهارات اللازمة لعملهم.

- إدماج اللاجئين السوريين في المجتمعات المضيفة مع الحفاظ على الهوية.


الشرائح المستهدفة من المشروع: 

- طلبة العلم الشرعي

أبناء وبنات اللاجئين السوريين من أصحاب الشهادات الجامعية وطلبة الجامعات

- الشباب والشابات ممن هم في سن العمل

كوادر المربين والمربيات من المعلمين والمعلمات - أمهات وآباء اللاجئين السوريين.


النطاق الجغرافي للمشروع: 

مدينة أنطاكيا التي يقع المركز فيها.

مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا وداخل الحدود السورية.

المدن التركية التي يوجد فيها اللاجئون السوريون.

الداخل السوري المحرر.


إدارة المركز:

يعتمد المركز في عمله على نخبة من الإداريين والمدرسين والمدرسات والدعاة والداعيات. كما يستعين المركز بنخبة من الزملاء المدربين والاستشاريين المتطوعين والزائرين حسب الحاجة، وحسب الخطة الموضوعة للتدريب. 


مجالات عمل المركز:

 يعد مركز الأمل مركزًا تعليميًا تربويًا واجتماعيًا يقدم خدماته في المجالات التالية:

 جانب الدعم النفسي:

يقوم المركز بمهمته هذه بتقديم الدعم النفسي الأولي عن طريق الداعمين النفسيين المؤهلين، وباستضافة استشاريين في الطب النفسي لتقديم برامج مكثفة لتأهيل داعمين نفسيين آخرين من العاملين في الحقل الإغاثي والطبي والدعوي؛ ليكونوا هم أصحاب المشروع، بالإضافة لمهامهم الرئيسة؛ وذلك لحاجتهم لدعم أنفسهم ومن يتعاملون معهم.

الجانب التعليمي:

يقوم المركز على تقديم العلم الشرعي للشرائح المثقفة من الجالية السورية من خلال (معهد إعداد الدعاة والداعيات) التابع للمركز؛ بغية إعدادها كدعاة وداعيات لتغطية النقص الكبير من المؤهلين بصورة صحيحة علميًا وسلوكيًا.

 حيث تخرج من معهد إعداد 250 طالبة منذ افتتاحه إلى الآن، ويتخرج بشكل مستمر من 20-25 طالبة كل ستة أشهر بعد دراسة سنتين.

 مدة الدراسة سنتان؛ بمعدل أربعة فصول، ونطمع الآن في رفع مستوى التعليم من معهد إلى المستوى الجامعي، وتوسيع التخصصات لتستوعب الطلاب الذين لم يتمكنوا من إكمال تعليمهم الجامعي بسبب الأزمة، بتحصيل اعتمادية من إحدى الجامعات المعترف بها، واعتماد نظام التعليم بالانتساب أوعن بعد، ويجري التواصل مع عدة جهات تعليمية بهذا الخصوص لمساعدة الطلاب الذين حرموا من متابعة تعليمهم على إكمال تعليمهم والانخراط في سوق العمل.

 جانب التدريب والتأهيل:

يعد هذا الجانب من أهم الجوانب التي يعنى بها المركز، والعمود الفقري له، ويقوم بتقديم البرامج التدريبية والمهارية المختلفة، وذلك عن طريق كادره المميز، وعلى رأسه مدير المركز بحكم اختصاصه كمدرب معتمد من عدة جهات وأكاديميات عالمية، والتي أتاحت لنا الاستفادة من أكثر من مائتي مدرب عربي متطوع من الزملاء.

يتركز التدريب بشكل عام على الجوانب التالية:

 مجال إعداد الدعاة والداعيات:

وذلك بتقديم البرامج المهارية اللازمة للدعاة والداعيات مثل:

 برنامج مهارات الخطابة وفن الإلقاء والعرض والتقديم.

برنامج التواصل الفعال.

برنامج أدب وفن الحوار.

برنامج أدب الخلاف والاختلاف.

 برنامج التخطيط الاستراتيجي الشخصي.

مجال التطويرالشخصي:

عن طريق تقديم برامج بناء الشخصية الإيجابية والسليمة، وهي أكثر من أن تحصى.

 مجال التطوير الأسري:

تقديم برامج بناء الأسرة المسلمة المتوازنة والمحاضرات والأمسيات التربوية الأسرية في نواحٍ كثيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر:

برنامج الزواج من الاختيار إلى الاستقرار

برنامج فن الحوار الأسري

برنامج مهارات التعامل مع المراهقين

برنامج التعامل مع المشكلات الأسرية

برنامج مهارات غرس القيم لدى الأبناء

برنامج التربية الايجابية للأبناء


 مجال التطوير التربوي: 

وذلك بتقديم البرامج اللازمة لتأهيل المعلمين والمعلمات في المخيمات وخارجها والداخل السوري، ومن هذه البرامج على سبيل المثال لا الحصر:


 برنامج كفايات الإدارة الصفية.

 برنامج مهارات التفوق الدراسي.

  برنامج التعلم النشط باستراتيجياته المختلفة، ومنها التعلم عن طريق اللعب.


مجال التطوير الإداري:

وذلك باستهداف كوادر المنظمات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني السورية العاملة على الساحة في الداخل والخارج، وتقديم التدريب اللازم لعملها.

مجال التطوير القيادي:

تقديم التدريب اللازم لإعداد قيادات الصف الأول والثاني في المنظمات والمؤسسات، وإعداد الكوادر القيادية اللازمة لبناء وقيادة سوريا الحديثة إن شاء الله.

 مجال ريادة الأعمال:

يهدف هذا المجال إلى إعداد الشباب والشابات للعمل في القطاع الخاص وتأسيس مشاريعهم، التي تتيح لكل واحد منهم فرصة عمل وتخلق عشر فرص عمل أخرى لأشخاص آخرين، وذلك بتقديم البرامج اللازمة لذلك.

 المجال الاجتماعي:

حيث يقوم المركز بتقديم حزمة من الخدمات الاجتماعية؛ منها:

 صلاة الجمعة بخطبة باللغة العربية، وصلاة التراويح وصلاة العيدين.

حفلات ترفيهية للأطفال والأمهات في الأعياد والمناسبات.

مكان اجتماع لأبناء الجالية السورية في الأفراح والأتراح.

ونسعى لعقد شراكات علمية وتدريبية مع المراكز والمنظمات الأخرى في مختلف دول العالم؛ لنقل خبرتنا العريقة في هذه المجالات، والاستفادة من خبرات الأخرين في تطوير مهاراتنا الذاتية.

ما الفرق بين خجل الطفل وضعف شخصيته ؟ كيف أوازن بين تربية ولدي على التسامح وعدم تضييع الحق؟! أفكار عملية لمختلف المراحل.. كيف نرسّخ عقيدة أبنائنا حول فلسطين والأقصى؟ انكفاء النُّخب والقيادات الدعوية معرفة أحوال المدعوين.. طريق المربي للدعوة على بصيرة