تبدأ الانتصارات من وعي سليم؛ يليه التخطيط والعمل. هكذا نرغب بشحن نفوس وعقول أبنائنا الصغار لتنشئتهم على حمل قضية فلسطين في صدورهم وعلى أعناقهم.

 

ففي ظل التضليل الذي تتعرض له الأمة من محاولات لطمس هوية المسجد الأقصى والتغافل عن قضية فلسطين الشائكة بتعريض أبنائنا للملهيات وغيرها، وجب علينا ألا نتغافل عن دورنا الأساسي الذي يعد بمثابة الامتثال لعقيدتنا الإسلامية التي تأمرنا بالعلم عن المسجد الأقصى وحمايته.

 

وبما أن دورنا الرئيسي تجاه أبنائنا هو تنشئتهم على العقيدة السليمة؛ فإن قضية فلسطين والمسجد الأقصى أمانة لا بد أن نورثها لأبنائنا وأحفادنا منذ نعومة أظفارهم؛ فنحملهم على بغض الأعداء وحب الأرض المقدسة (فلسطين) والمسجد الأقصى الذي يٌعد بالطبع أولى القبلتين كما أخبرنا رسول الله: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى".

 

لماذا يجب ربط أبنائنا بقضية فلسطين؟

 

هناك العديد من الأسباب التي تجعل من المهم شرح قضية فلسطين للأطفال وربطهم بها، منها:



1. لكي نعلم أطفالنا حقهم في الحرية والاستقلال.

 تعتبر قضية فلسطين هي قضية ظلم واحتلال، ويجب أن يفهم أطفالنا أن لكل شعب الحق في تقرير مصيره والعيش بحرية في أرضه.



2.           ليتعلم الأطفال عن تاريخهم وثقافتهم العربية والإسلامية. 

فلسطين هي جزء من التاريخ والثقافة العربية والإسلامية، ومن المهم أن يتعلم الأطفال عن هذا الجزء من تاريخهم.



3.           لإدراك مفهوم وأهمية السلام والعدالة. 

فالقضية الفلسطينية هي قضية سلام وعدالة، ويجب أن يتعلم أطفالنا أن السلام لا يتحقق إلا من خلال احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي. كما يساعد ذلك الأطفال على تطوير شعورهم بالعدالة. فعندما يتعلم الأطفال عن معاناة الفلسطينيين، فإنهم يطورون شعورًا بالعدالة ويدركون أهمية الدفاع عن حقوق الإنسان.




4.           لكي يتعلم أطفالنا عن أهمية التضامن مع المظلومين. 

الشعب الفلسطيني مظلوم، ويجب أن يتعلم أطفالنا أن من واجبنا التضامن مع المظلومين والدفاع عن حقوقهم.



5.           لفهم قضايا حقوق الإنسان.

تعتبر قضية فلسطين هي قضية حقوق إنسان، ومن المهم أن يتعلم الأطفال عن حقوق الإنسان وأن يدافعوا عنها.



6.           لتعزيز فهم العالم من حولهم.

من المهم أن يفهم الأطفال القضايا التي تؤثر على العالم من حولهم. فعندما يتعلم الأطفال عن قضية فلسطين، فإنهم يكتسبون فهمًا أفضل للصراعات السياسية والثقافية والاقتصادية في العالم.



7.           لتطوير الشعور بالمسؤولية الاجتماعية.

 يمكن أن يساعد مناقشة قضية فلسطين الأطفال على تطوير شعور بالمسؤولية الاجتماعية بالإضافة إلى تعزيز التضامن مع الآخرين.



8.           لتعزيز الوعي السياسي.

 يمكن أن يساعد مناقشة قضية فلسطين الأطفال على تطوير وعيهم بالقضايا السياسية المعاصرة.



9.           يساعد الأطفال على تطوير الشعور بالأمل.

فعندما يتعلم الأطفال عن جهود الفلسطينيين لتحقيق السلام، فإنهم يشعرون بالأمل في أن يكون هناك مستقبل أفضل.



10.     يمكن أن يساعد الأطفال على تطوير مهارات التفكير النقدي والتحليلي.

 

كيف يمكن تبسيط قضية فلسطين للأطفال خاصة صغار السن؟

 

علينا أن ننتبه إلى ضرورة البدء في تعليم قضية فلسطين للأطفال في سن مبكرة، وذلك حتى تنشأ عقولهم على دراية بالقضية. وبذلك يمكننا أن نساهم في بناء جيل واعي بقضاياه وحقوقه، وملتزم بالسلام والعدالة.

 

وبشكل عام؛ يمكن تبسيط قضية فلسطين للأطفال خاصة صغار السن من خلال التركيز على أهم الجوانب الأساسية للقضية، وهي:



  • فلسطين هي أرض جميلة وغنية بالتاريخ والثقافة.
  • عاش الشعب الفلسطيني في فلسطين منذ آلاف السنين.
  • في عام 1948، احتلت إسرائيل جزءًا من فلسطين.
  • منذ ذلك الحين، يعاني الشعب الفلسطيني من الاحتلال الإسرائيلي.

 

ويمكن شرح هذه الجوانب للأطفال بطريقة بسيطة ومفهومة، باستخدام لغة وصور مناسبة لمستوى فهمهم. على سبيل المثال:



  • يمكن تشبيه فلسطين ببيت كبير.

كان يعيش في البيت الكبير شعب فلسطين منذ آلاف السنين. وفي عام 1948، جاء بعض الأشخاص إلى البيت الكبير واحتلوا جزءًا منه. ومنذ ذلك الحين، يعاني سكان الجزء المحتل من البيت الكبير من مشاكل كثيرة.



  • يمكن استخدام قصة لطفل فلسطيني.

حيث يمكن أن تدور القصة حول طفل فلسطيني يحلم بالعيش في سلام في أرضه؛ ومن ثم تُظهر القصة من خلال الأحداث معاناة الشعب الفلسطيني من الاحتلال.



  • يمكن استخدام لعبة أو نشاط تعليمي. 

وهناك العديد من الألعاب والأنشطة التعليمية التي يمكن استخدامها لتبسيط قضية فلسطين للأطفال مثل تلوين الخرائط وإعادة تركيب قطع البازل الخاصة بخريطة فلسطين.

 

توصيات عامة لشرح قضية فلسطين لأطفالنا

هناك بعض النصائح التي تكاد تكون بسيطة، ولكنها فعالة في توضيح وإيصال قضية فلسطين والمسجد الاقصى للأطفال بسهولة، تتلخص في:



  • طرح أفكار حول بعض الأسئلة التي يمكن أن تساعدك في بدء المناقشة مع طفلك مثل: (ما هو الوطن؟ لماذا يعيش الناس في وطن معين؟ ما هي فلسطين؟ من هم الفلسطينيون؟ ما هو الاحتلال؟ ما هي بعض التحديات التي يواجهها الفلسطينيون بسبب الاحتلال؟ ما الذي يمكننا القيام به لدعم القضية الفلسطينية).
  • استخدم لغة بسيطة ومفهومة حتى يتمكن أطفالنا من فهم القضية.
  • البدء بشرح أساسيات القضية. فلا داعي لتفصيل القضية الفلسطينية للأطفال الصغار، بل ابدأ بشرح الأساسيات، مثل أن فلسطين هي أرض عربية يعيش فيها العرب منذ آلاف السنين، وأن إسرائيل احتلت جزءًا كبيراً من فلسطين في عام 1948، وطرد الفلسطينيين من منازلهم.
  • التركيز على الجوانب الإنسانية للقضية، مثل معاناة الشعب الفلسطيني من الاحتلال.
  • تشجيع الأطفال على طرح الأسئلة حتى يتمكنوا من فهم القضية بشكل أفضل.
  • استخدم القصص والصور؛ فيمكن أن تكون القصص والصور طريقة جيدة لمساعدة الأطفال على فهم القضية الفلسطينية بطريقة بسيطة وسهلة.
  • توعية الأبناء بقيمة المسجد الأقصى وفضائله وذكره في الكتاب والسنة النبوية، وضرورة الاهتمام به.
  • كن صادقًا مع الطفل ولا تخف من مناقشة القضايا الصعبة معه، ولكن تأكد من القيام بذلك بطريقة مناسبة لعمره.
  • كن متسقًا؛ فمن المهم تكرار المعلومات حول القضية الفلسطينية للأطفال حتى تترسخ في أذهانهم.
  • كذلك كن مبدعًا؛ فهناك العديد من الطرق لتشجيع الأطفال على الوعي بقضية فلسطين، لذا كن مبدعًا في اختيار الطرق التي تناسب أطفالك.
  • كن مثالاً يحتذى به؛ فيمكن أن يكون للكبار تأثير كبير على تفكير الأطفال، لذا تأكد من أنك تدعم القضية الفلسطينية بكلماتك وأفعالك.

 

من المهم أن تتذكر أن كل طفل يختلف عن الآخر، لذا قد تحتاج إلى تعديل شرحك حسب مستوى فهم الطفل. كما يجب أن تكون حذرًا من استخدام المصطلحات والأفكار المعقدة التي قد لا يفهمها.

 

لمختلف المراحل العمرية للأبناء.. خطوات تقديم قضية فلسطين 

نبدأ أولًا بتقسيم المراحل العمرية للأبناء إلى فئات، لكل منها وسيلة وأفكار خاصة تناسب هذه الفترة الزمنية على النحو التالي:



1. الأطفال الصغار (من 3 إلى 6 سنوات):



  • البدء بشرح مفهوم الوطن.

ساعد الطفل على فهم أن الوطن هو المكان الذي يولد فيه الناس ويكبرون ويعيشون فيه، وهو المكان الذي يشعرون فيه بالانتماء والراحة.



  • التحدث عن فلسطين كوطن للفلسطينيين.

أوضح للطفل أن الفلسطينيين هم شعب يعيش على أرض فلسطين منذ آلاف السنين، وأن لديهم ثقافة وتاريخ ولغة ودين خاص بهم.



  • استخدام القصص والصور لشرح القضية.

يمكن أن تكون القصص والصور طريقة فعالة لمساعدة الأطفال الصغار على استيعاب المفاهيم المعقدة.




2.           الأطفال الأكبر سنًا (من 7 إلى 12 سنة):



  • شرح مفهوم الاحتلال. 

ساعد الطفل على فهم أن الاحتلال سيطرة شعب على أرض شعب آخر، وأن الاحتلال الإسرائيلي هو احتلال غير قانوني.



  • التحدث عن معاناة الفلسطينيين بسبب الاحتلال.

أوضح للطفل أن الفلسطينيين يواجهون العديد من التحديات بسبب الاحتلال، مثل فقدان منازلهم وحقوقهم الأساسية.



  • تشجيع الطفل على طرح الأسئلة.

من المهم أن يشعر الطفل بالراحة في طرح الأسئلة حول القضية الفلسطينية.

على سبيل المثال، يمكنك عرض فيلم وثائقي عن حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال؛ حيث فيمكن أن يساعد هذا الفيلم الطفل على فهم التحديات التي يواجهها الفلسطينيون.



3.           المراهقين (من 13 إلى 18 سنة):



  • ابدأ بسؤال الطفل عما يعرفه عن فلسطين. هذا يمكن أن يساعدك على فهم مستوى فهم الطفل للقضية.



  • يمكنك شرح القضية الفلسطينية بطريقة أكثر تعقيدًا. 

وذلك من خلال مناقشة الأبعاد السياسية والاقتصادية والقانونية للقضية الفلسطينية.



  • تشجيع المراهق على التفكير النقدي للقضية الفلسطينية وتطوير وجهة نظره الخاصة حول القضية الفلسطينية.



  • تشجيع المراهق على المشاركة في الأنشطة المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

فهناك العديد من الطرق التي يمكن للمراهقين من خلالها التعبير عن دعمهم للقضية الفلسطينية، مثل التبرع للجمعيات الخيرية الفلسطينية أو المشاركة في الاحتجاجات والفعاليات التضامنية.

  • القراءة؛ فيمكنك تشجيع ابنائك على قراءة كتاب عن تاريخ القضية الفلسطينية مما يساعده على فهم القضية الفلسطينية بطريقة أكثر عمقًا.

 

مصادر توجيه قضية فلسطين والمسجد الأقصى للأطفال بطريقة مبسطة

هناك العديد من المصادر التي يمكن استخدامها لتعلم قضية فلسطين والدفاع عن المسجد الأقصى للأطفال، منها:



  • الكتب.
  • القرآن والسنة النبوية.
  • الأفلام الوثائقية.
  • المواقع الإلكترونية.
  • الأنشطة التعليمية والألعاب والمسابقات والأسئلة.
  • استخدام التكنولوجيا من خلال عرض مقاطع الفيديو والألعاب التفاعلية لشرح القضية بطريقة ممتعة ومسلية.
  • حضور الورش التفاعلية المناسبة حسب كل فئة عمرية.



1.   الكتب 



  • (أطلس معالم المسجد الأقصى) للدكتور عبد الله معروف.
  • (فلسطين في عيون أبنائي) د. إبراهيم حسن علي.
  • (على جناح البراق) ل. ريما الكردي.
  • (ألوان القدس) تأليف مولنديك ديفللي.
  • سلسلة قصص (دار زيتون)/صفية جمعة.
  • قصة (صغار ولكن أبطال).
  • قصة (أبواب وحكايات).



2.            القرآن والسنة النبوية



  • من خلال تدبر سورة الإسراء وتعلم سير الأمم السابقة وذكر الأرض المقدسة؛ فيرتبط الطفل بالمسجد الأقصى لأن حمايته والدفاع عنه من صميم العقيدة.
  • تدريس وتلقين السنة النبوية وشرح الإسراء والمعراج وغيرها من الأحاديث والغزوات المرتبطة بالمسجد الأقصى.
  • استغلال المواسم والمناسبات الدينية لبث أهمية المسجد الأقصى وتعميق التعلق به. 



3.            مواقع إلكترونية





4.            أفلام وثائقية



  • فيلمي (فلسطين أرض الأحلام - فلسطين أرض المقاومة) إنتاج مؤسسة "الجزيرة للأطفال". 
  • فيلم "أطفال فلسطين" من إنتاج مؤسسة "اليونيسف". يسلط الفيلم الضوء على معاناة الأطفال الفلسطينيين من الاحتلال الإسرائيلي.
  • "فلسطين أرض السلام" إنتاج مؤسسة "فلسطين اليوم".
  • "حكايات من فلسطين" إنتاج مؤسسة "حكايات من فلسطين". 



5.            التطبيقات



  • تطبيق "فلسطيننا" للاطلاع على تاريخ ومدن فلسطين بالإضافة إلى الحقائق والأخبار الهامة.
  • تطبيق "فلسطين في آر"؛ يمكن من خلاله زيارة القدس ومدن فلسطين من خلال تقنية الواقع الافتراضي VR عبر الهواتف الذكية.



6.            الأنشطة 



 

حاولنا تجميع وتوفير مصادر بسيطة وغير روتينية قام بإعدادها نخبة ممن تحمل قلوبهم هموم الأمة العربية والإسلامية جزاهم الله عنا خيرًا.

فكانت هذه المقترحات والأفكار البسيطة هي مجرد قشور لمن يريد تمهيد الطريق لأبنائه لحب فلسطين ودعم المسجد الأقصى ضد هؤلاء المحتلين.

 

فلم يكن أبدًا ترسيخ عقيدة أبنائنا بالمسجد الأقصى وقضية فلسطين من باب الرفاهية أو من باب العلم بالشيء. وإنما هو عقيدة وضرورة لتعزيز مفهوم العروبة وتحويل قضية فلسطين والمسجد الأقصى إلى أولوية قصوى تنتظر نصرتها وتحريرها ودعمها من أبنائها العرب والمسلمين. 

 

ما الفرق بين خجل الطفل وضعف شخصيته ؟ كيف أوازن بين تربية ولدي على التسامح وعدم تضييع الحق؟! أفكار عملية لمختلف المراحل.. كيف نرسّخ عقيدة أبنائنا حول فلسطين والأقصى؟ انكفاء النُّخب والقيادات الدعوية معرفة أحوال المدعوين.. طريق المربي للدعوة على بصيرة