الفصل الأول: تربية الأبناء فنٌّ له أصوله

1-    المشاركة في التربية:

من الآباء من لا يريد القيام بأي نوع من رعاية الطفل عندما يعود متعبًا في المساء. لكنّ أخذ الأب لولده من يدي زوجته يحقق أهدافا كثيرة، منها: أنه ينمي العلاقة بينه وبين ولده، ومنها: أنه يظهر في ذلك محبته واهتمامه بزوجته، وتقديره للدور الذي تقوم به. كما يجب على الزوج الذي رزق بمولود جديد، ان يغير نمط حياته، فهو أمام مسؤوليات جديدة؛ فقد أصبح أبًا، وعليه أن يشارك زوجته في مسؤولياتها تجاه ولده. وعلى الزوجة التي رزقت بمولود أن لا تغفل عن الاهتمام بزوجها كما كانت قبل الإنجاب.

2-    مسؤولية التربية:

تقع مسؤولية التربية على الأبوين معا، وعلى الأم أن تحث الأب على مساعدتها في تربية الطفل، إن هو قصَّر. ولا ينبغي أن يكون الأب لولده كالشرطي للمجرم، لا صلة بينهما إلا عند الاختلاف في الرغبات.

وينبغي أن لا نغفل ضرر الاختلاف الذي يحدث بين الأب والأم في البيت من أجل الطفل؛ فإن ذلك يضعف نفوذهما، ويستثمره الولد لمصلحته فيتمادى في غيِّه، بل يجب أن يعلم الطفل أن سلطة أبويه هي سلطة واحدة.

وبعض الآباء يزعمون أن التربية تكون بإظهار العنف والقسوة والعبوسة، وهذا ما يخالف قوانين التربية، ويحرِّمه الإسلام.

3-    عمل الأمهات:

إن انشغال الأمهات عن تربية أبنائهن في السنة الأولى من العمر مأساة كبرى، فالأم عنصر كبير الأهمية والتأثير في تربية أطفالها، لأنها تجعل من نفسها المسؤول الوحيد عن تعليمه، وتدعم بقوة دور المدرسة. وأن تربية الطفل تبدأ منذ الولادة.

4-    سلوك الوالدين ومشكلات الطفل النفسية:

قد يكون لسلوك الوالدين أثر كبير في المشكلات النفسية التي يتعرض لها الطفل. وقد ينحو سلوك الوالدين أحد الاتجاهات الآتية:

1-    التسلط 2- الإفراط في الحماية 3- النبذ والإهمال 4- التدليل 5- القسوة 6- التذبذب أو الاضطراب 7- التمييز بين الأولاد.

وكل هذه الاتجاهات ضارة بشخصية الطفل، ومن الأفضل التوسط والاعتدال الذي نستمده من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم.

5-    الخصومات بين الأبوين:

يعاني الولد عندما يتكرر تعرضه للصدمات النفسية والاضطرابات العائلية الناشئة من النزاع والخصومة بين الأبوين وتكرارها. فعلى الوالدين تجنب الخلافات، وخاصة أمام الأولاد. ومن الطبيعي أن تنعكس هذه الانفعالات التي يواجهها الطفل في بيته على تصرفاته في مدرسته، فيصبح أكثر عدوانية.

6-    خلاف الوالدين بين “نعم” و” لا”:

يجب الاتفاق المسبق بين الوالدين على موقف واحد، وإجابة واحدة في المواقف الثابتة في حياة الطفل. أما في المواقف الطارئة، فيحسن ألا يخالف أحد الوالدين الآخر في الأمر الذي وجهه لطفله، ويؤجل معارضته له إلى حين غياب الطفل عنهما، حتى لا يشهد خلاف أبويه.

7-    صادِق ابنك:

يحتاج الأب لكي يظفر بصداقة أبنائه إلى عطف زوجته واحترامها له، فالزوجة الصالحة هي التي تشعر أبناءها في كل وقت بعظمة أبيهم، وتعودهم على احترامه وحبه، وتؤكد في أنفسهم الشعور بما يملك من جميل المناقب والخصال. ولن يظفر الآباء بصحبة أبنائهم إلا إذا رأوا الدنيا بعيون أبنائهم لا بعيونهم.

8-    الحب والتربية:

ولا يمكن للتربية أن تتم بدون حب؛ فالأطفال الذين يجدون من مربيهم عاطفة واهتماما ينجذبون نحوه، ويصغون إليه بسمعهم وقلبهم، ولهذا ينبغي على الأبوين أن يحرصا على حب الأطفال. وعليهما إذا اضطروا يومًا إلى معاقبة الطفل أن يسعيا لاستمالته بالحكمة كيلا يزول الحب الذي لا تتم التربية بدونه. وإن حب الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه لم يمنعه من تكليفهم بالواجبات بل الجهاد في سبيل الله.

9-    أسئلة الأولاد:

يبدأ الطفل عادة في سن (3-4) سنوات بإلقاء الأسئلة الكثيرة في اليوم الواحد، وعلى الأبوين مراعاة الآتي:

–         انظر إلى أسئلة ابنك على أنها جزء من عملية التعلم الطويلة في حياته.

–         حاول أن تجيب عن أسئلته بشكل مبسط ومعقول، ولا تدخل في التفاصيل.

–         تجنب إجابته بــ” عليك أن تفعل ذلك لأنني أمرتك بذلك”. ولا تثبط همته.

–         كن منفتحا على ابنك تجيبه على تساؤلاته في الصغر، يجبك على تساؤلاتك في كبره، ويكون منفتحا عليك لا يخفي من أموره شيئا.

10- كن والدًا منظَّما:

عليك أن تتوقع حاجات طفلك قبل أن يخبرك سوء سلوكه على معرفة حاجاته. إذا كنت تتسوق ومعك أطفالك، حاول العودة إلى المنزل قبل أن يشتد بهم التعب. لا تنشغل بالهاتف لحظة احتياج أطفالك إليك. وتجنب البقاء ساعات- عند زيارة الأصدقاء- بعد موعد نوم طفلك المعتاد.

11- كن قدوة لأولادك:

 في كل ما تقول وتفعل، في البيت والشارع، وفي أثناء التعامل مع الناس.

12– أوامر حازمة.. لكن بهدوء:

ينبغي أن تكون الأوامر حازمة، وأن تتضمن اللهجة أيضا استعداد الأب والأم لمساعدة الطفل عند تنفيذ الأوامر، وبخاصة الصغار منهم. ولو تلقى الطفل الأوامر بلهجة هادئة، فسيستجيب بمنتهى الهدوء.

13- متى تقولين لابنك “لا”؟

لا شك أن الام التي تلبي جميع طلبات طفلها، بلا استثناء، أمٌّ مخطئة في طريقة تربيتها لطفلها. وأيضا، لا تقولي له” لا” في كل الأحوال. اشرحي له مبررات الرفض، وحاولي تقديم بديل آخر لما رفضتيه.

14- اترك له حرية معقولة:

أسوأ شيء في بيوتنا ومدارسنا: المراقبة المتصلة التي تضايق الطفل، وتثقل عليه، فاترك له شيئا من الحرية، وعرِّفه أن هذه الحرية ستسلب إذا أساء استعمالها.

15- لا بد من لمسة حنان:

تذكري أن طفلك بحاجة إلى لمسة حنان من أمه وأبيه، فقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يزور الأنصار، ويسلِّم على صبيانهم ويمسح رؤوسهم. فالطفل يحتاج من أمه إلى اللمسة الحانية، وأن تضمه إلى صدرها، وتربت على ظهره، وعند الذهاب إلى المدرسة والرجوع منها، وكذلك قبل أن يذهب للنوم ليلا.

16- إثارة التنافس:

قد يخطئ كثير من الأهل في إثارة التنافس بين الإخوة، ظنًّا منهم أن في ذلك حافزًا لهم.. وقد تخطئ بعض الأسر في إثارة الغيرة بين أبنائها. وكل هذه الطرائق لا تصنع الطفل الذي نطمح إليه. ولكن كل وسيلة يجب أن تستخدم باعتدال دون الوصول مع الأطفال إلى أساليب تزرع فيه الحقد والكراهية.

17- الطفل الثاني قادم:

للقضاء على الغيرة التي ستتولد عند الطفل الأول من أخيه الثاني، على الأبوين أن يخبرا الطفل الأول أنه لولا حسن معاملته ولباقته ورقته لما فكّرا في إنجاب طفل جديد. ولا بد من إعطاء الطفل الأول حظًّا من المشاركة في استقبال الطفل الثاني، فيشترك معهما في اختيار ملابس الوليد، ويساعد الأم في ترتيب سريره، وينبغي أن نُعلِم الطفلَ الأول أنه لن يأخذ أحد مكانه. فعلى الأب أن يظهر الاهتمام بالكبير أولا ثم يسأل عن الوليد.

18- هل يولد الطفل مخربا؟

إن الطفل يولد لا يفهم عاقبة أموره، فقد يخرِّب الأطفال ألعابهم وما يصل إليهم، لا لغاية التخريب، بل لأنهم مسوقون بغرائزهم إلى حب البحث، والكشف عن حقيقة الأشياء؛ ولهذا يجب أن نضع أمامه ألعابا قابلة للفك والتركيب؛ حتى يُشبع ميوله ورغباته بصورة نافعة.

19- بين البخل والإسراف:

قد يضيع الطفل بين بخل الآباء وإسرافهم؛ ولهذا فعلى الآباء التوازن بين توفير الضروريات للأطفال، والتوقف عن العطاء الذي قد يعوِّد الطفل عدم تقدير الأشياء. فالتوازن بين المنع والعطاء أمر مهم.

20- الأطفال في الرحلات:

على الأب والأم أن ينسيا لهجة التهديد والتحذير التي تجعل الطفل معكر المزاج قبل البدء بالنزهة. وعليهما أيضا تجنب لهجة التحذيرات المستمرة في أثناء الرحلة. والألعاب التي تخشى على ابنك منها، يجب أن يكون بجواره فيها وهو يمارسها، حتى يمارسها بأمان، كالسباحة، وتسلق الجبل، وغيرهما.

21- اختيار الأصدقاء:

اختيارك لمكان السكن ونوعية الجيران قد تكون سببا رئيسيا في اختيار نوعية أصدقاء أولادك. وإذا أتى صديق ولدك إلى منزلك، فرحب به، وإذا ما أساء أحد الأصدقاء فحاول أن تشرح لطفلك بهدوء ما تتوقع منه من سلوك. لا تعنف ولدك أمام أصدقائه، فهذا يجعله صغيرا في أعينهم. وعلموا أولادكم طريقة اختيار أصدقائهم. وشجع أصدقاء أطفالك على المجيء إلى دارك.

أما الأم فيجب عليها أن لا ترسل ابنتها وحدها إلى بيت صديقتها، إلا إذا تعرفت واطمأنت على الجو العام لذلك البيت.

22- لماذا يستطيع الجدُّ والجدَّة فعل ما يعجز عنه الأبوان؟

لأن الجد والجدة يملكان خبرة كافية في التعامل مع الطفل، في حين أن تعامل الأب والأم مع الطفل ممزوج دوما بالشعور بالمسؤولية الكاملة عنه. لكن من المهم جدا أن يعرف الجد والجدة أن مصدر السلطات بالنسبة للطفل هو أبوه وأمه. وأن لا يتدخلا بإعطاء تعليمات متناقضة مع تعليمات الأب والأم.

الطفل الصغير يحب الجد والجدة، لأن له معهما مساحة من الحرية أكبر، لكنه يرى الشباب والحيوية في أبيه وأمه.

23- الخدم في البيت.. ما هو دورهم؟

ينبغي أن لا تترك الأم أمر العناية بأولادها إلى الخدم الذين يجهلون أصول التربية؛ كما لا ينبغي السماح للطفل بالاعتماد على الخدم في حوائجه، لكي نغرس فيه روح الاعتماد على النفس. الرقي الحضاري لا يكمن في تأمين الرفاه للأولاد، وتوفير الخدم، وإنما هو نتاج تربية واعية مدروسة، لا تقدر عليه الخادمة.

24- كيف تخفف من إدمان ابنك على التلفاز؟

عوِّد طفلك منذ صغره على النوم المبكر وعدم السهر، وأمدّه بألعاب متعددة يشغل بها بعض وقته، وشاركه في أحد النشاطات كالسباحة وغيرها، وشجعه على حضور حلقة تحفيظ القرآن، وشجعه على القراءة، واجلب له المجلات المفيدة، والقصص وكتب المعلومات والألغاز. وأحضر أناشيد إسلامية مسجلة، وقصص إسلامية متلفزة، واصطحبه لزيارة الأقارب وبعض الأماكن العامة، وساعده على اختيار البرامج المفيدة في التلفاز.

الفصل الثاني: وصايا تربوية

1-    استمع إلى أبنائك: 

إذا أتاك ابنك ليحدثك عما جرى معه في المدرسة، فلا تضرب بما يقول عُرض الحائط. وإذا تكلم الابن إلى والديه، فعلى الوالدين إبداء الانتباه، وتواصل الحوار، وينبغي مقاومة أي ميل من الوالدين إلى الانتقاد أو اللامبالاة بما يقوله الابن.

2-    عوِّد ابنك أن يصارحك:

 على الأبوين أن يتذكرا أن الحوار مع طفليهما يعلمه الطلاقة في الكلام، ويساعده على ترتيب أفكاره، وينمي شخصيته ويزيده قربا منك. فالأطفال الذين لا يكلمهم آباؤهم إلا نادرا ينشؤون أقل ثقة بالنفس من الذين يعودهم آباؤهم على الكلام والحوار الهادئ.

3-    وصايا الإصغاء:

 لا تستمع بأذنيك فقط، وإنما بكامل جسمك. توقف عن العمل الذي تقوم به وانظر إلى ولدك. وحاول أن يكون هناك شيء من العاطفة والملامسة والحنان، مظهرا فهمك وتقديرك لما يقوله. ولا تسخر مما يقوله، ولا تستمر دوما في نصحه، ولا تحرجه أو تستعمل معه عبارات الإهانة والإذلال. شجعه على النظر في وجوه الآخرين عندما يتحدث معهم، وإذا بكى فلا تكبت مشاعره وانفعالاته.

4-    ادرس نفسية ابنك: 

ليس الطفل شكلا مصغرا عن الرجل، وليس صحيحا أبدا أن غرائز الطفل وميوله ورغباته وطرائق تفكيره هي نفسها عند الرجل بشكل مصغَّر. فإذا كان ولدك قوي الإرادة فلا تحاول أن تتغلب على إرادته وتخضعه لإرادتك؛ لكن حاول توجيه هذه الإرادة توجيها صحيحا. وإذا كان الابن حساسا فلا تقارنه بغيره من الأولاد، وأظهر تعاطفك معه. أما إذا كان ولدك انطوائيا، فحاول أن تفسح له المجال لإبداء الاهتمام والرغبة في بعض الأعمال.

5-    احترم طفلك: 

إن الطفل بحاجة إلى احترام شخصيته لتنمو وتقوى، وإلا حرم الطفل من النجاح والفوز في المستقبل، ولن يتهاون في ارتكاب الرذائل، لأنه يشعر بأنه محتقر مهان.

6-    شجّع أولادك: 

لا تركز على أخطاء أبنائك، وتجنب التوبيخ واللوم، ولا تتصيد الزلات، وركز على الجانب الإيجابي لديهم.

7-    قلِّل من التوبيخ:

 فكثرة التوبيخ تولد حالة من عدم الاطمئنان لدى الطفل، أو فقدان الثقة بالنفس. فالابن يحتاج إلى أن تحبه وتحضنه، لا أن تحاصره. ويحتاج إلى الرعاية الممزوجة بالثقة، وتجنب النقد والتعنيف والتجريح.

8-    استمع إلى وجهات نظرهم:

 فالأطفال يجب أن يوضعوا في مواقف، عليهم من خلالها أن يتدربوا على الاختيار.

9-    علِّمهم الثقة بالنفس:

 فعلينا أن نثق بهم أولًا حتى يثقوا بأنفسهم. ونعهد إليهم بتحمل الأعباء التي يستطيعون القيام بها. فالمراقبة الحنونة للطفل، والكلام بهدوء معه، والتوجيه المليء بالثقة، كل ذلك يساعد الطفل على بناء الثقة بنفسه.

10-  عوِّد ابنك على النجاح:

 على الآباء أن يُنموا في نفوس أبنائهم الإحساس بالنجاح منذ الصغر.

11-  علّم ابنك تحمل المسؤولية:

 عندما يبدي الصغير رغبة في القيام بعمل من الأعمال- مهما كان سنه- فإن هذا هو الوقت المناسب كي يتعلم تحمل المسؤولية في ذلك العمل.

12-  مصروف الجيب:

 ينبغي تدريب الطفل على حسن استخدام النقود، وتحمل مسؤوليات التصرف فيها. علّم طفلك أن النقود ليست كل شيء في الحياة.

13-  لا تسرف في الدّلال:

 الدلال فعل يغرس الأنانية في نفس الطفل، وكثيرًا ما يؤدي الدلال إلى شدة التضييق والحرص على الأطفال.

14-                        علِّمه التخشن:

 من الضروري تعويد الطفل على التخشن، وعدم إجابة رغباته دائما، خشية إفساده بالدلال والنعم. ولكن ينبغي دومًا أن نراعي في التخشن صحة الطفل وسنه واستعداده.

15-  اتقوا الله واعدلوا في أولادكم:

 حديث متفق عليه، فاعدلوا بين أولادكم في الأموال والعطايا، وفي كل شيء تبركم أولادكم.

الفصل الثالث: لعب الأطفال

1-    أهمية لعب الأطفال: 

اللعب للأطفال كالماء للإنسان، وعلى الوالدين ترشيد كل شيء بخصوص لعب الأطفال.

2-    وصايا للمربين:

 لا تتدخل في شؤون الطفل أثناء انصرافه إلى اللعب، إلا إذا تعارض مع نومه أو طعامه أو تعرض الطفل للخطر. ولا تفرض عليه خططا معينة في اللعب، وشارك طفلك في لعبه من حين لآخر. علّم طفلك قيمة الوقت عند اللعب، لا تكثر من فرض القواعد والأحكام على الأطفال أثناء لعبهم، ولا تبالغ في الحماية على الأطفال أثناء لعبهم. لا تضحك أو تسخر من سلوك طفلك، وشجعه على أن يثق بإمكاناته وقدراته وحل مشكلاته. ولا تنتقده حين يخرب لعبه. حذر طفلك من اللعب بالألعاب الخطرة، ونبهه إلى أخطار الكهرباء والأدوات الحادة.

3-    لعب الأطفال في الإسلام:

 حرص الإسلام على تعليم الطفل أنواع الرياضة وممارستها؛ فقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: “علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل”. وقد أجرى رسول الله عليه الصلاة والسلام مسابقة الجري بين أطفال عمه العباس.

الفصل الرابع: أبنائي يتشاجرون.. ماذا أفعل؟

1-    أسباب تشاجر الإخوة: 

من أهم التشاجر بين الإخوة؛ الغيرة، والشعور بالنقص، والشعور باضطهاد الكبار، وانشغال الأبوين عن الأطفال.

2-    ماذا أفعل عندما يتشاجر الأولاد في البيت؟

 إذا كان الأولاد عرضة لأذى جسدي، فعليك أن تتدخل فورًا، بعد تحقق الهدوء حاول أن تقضي وقتًا قصيرًا في الاستماع إلى كيف بدأت المعركة فإذا لم يكن هناك ضرب أو استعمال العضلات في النزاع، فلا حاجة إلى المسارعة للتدخل وحل النزاع، لأن الأطفال بحاجة إلى مثل هذا لتفريغ طاقاتهم. حاول ألا تتجاوز مع أحد الأولاد ضد الآخر. ساعد الصغير أن يحترم الكبير. ولا تسرع بمعاقبة المذنب، فإن ذلك ينمي بينهم روح الغيظ والانتقام. وقد يقع عقابك على البريء ولا تقارن الواحد منهم بالآخر. ولعله من المناسب لامتصاص ثورة العراك بين الأطفال تحويل نقمتهم إلى نوع من العمل الإيجابي. وعلى الأبوين البعد عن العصبية في معالجة الأمور.

3-    أبنائي يتشاجرون في السيارة:

 لا شك أن الشجار بين الأطفال في المقعد الخلفي للسيارة مصدر من مصادر الإزعاج للوالدين؛ فينبغي استعمال حزام الأمان لكل ركاب السيارة. ويمكن للأم أن تجلس في المقعد الخلفي مما يقلل من إزعاج الأطفال.

4-    العدل بين الأولاد: 

العدل وعدم التدليل للصغير على حساب الكبير يحل كثيرًا من المشكلات.

5-    العدوان على الأقران: 

معظم مشاجرات الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة تنشأ بسبب الصراع على الممتلكات من لعب وخلافه. وقد يكون سبب العدوان الاقتداء بسلوك الرفاق أو الإخوة أو الوالدين. وربما كان لغياب الأب لفترات طويلة أثر في حدوث العدوان بين الأطفال.

الفصل الخامس: بكاء الأطفال

1-    أسباب بكاء الأطفال:

 يجب أن نلبي حاجات الطفل الأساسية الحيوية، ولكن ليس من الصواب أن نسرع إليه في كل مرة يبكي فيها.. إلا إذا كان بكاؤه نتيجة الخوف والغضب أو الألم، فمن الأصوب ألا يترك يصرخ وحيدًا. وأغلب أسباب غضب الأطفال في السنوات الأولى من عمره ترجع إلى علاقة الطفل بوالديه وإخوته، وفرضهم رغبات معينة. كما يجب دراسة الحالة الصحية للطفل؛ فقد يكون سبب البكاء ناشئًا عن مرض عضوي. وغالبية البكاء يكون عند الأطفال المدللين، الذين يتخذون من الدموع وسيلة لنيل مطالبهم.

2-    نصائح لتجنب نوبات البكاء:

 يجب على الآباء أن يقلعوا عن عصبيتهم لأتفه الأسباب أمام الأبناء. ولا يجوز أن نجيب الطفل لكل رغباته لمجرد صراخه، أو غضبه، أو عناده. وعند تشاجر الأطفال يحسن- كلما أمكن- تركهم ليحلوا مشاكلهم بأنفسهم. ولا يجوز أن نعبث بممتلكات الطفل، أو نسمح لغيره من الأطفال بذلك. ويجب أن يبتعد الآباء عن الحزم المبالغ فيه، ورغبتهم في إطاعة أوامرهم طاعة عمياء.

الفصل السادس: طفلي عصبي.. ماذا أفعل؟

1-    ما أسباب عصبية الأطفال؟

يرى علماء النفس أن أهم أسباب عصبية الأطفال وقلقهم النفسي ترجع إلى:

أ‌-       الحرمان من الدفء العاطفي في الأسرة.

ب‌-  سيطرة الآباء التسلطية، وعدم إشعار الطفل بالتقدير.

ت‌-  تعقيدات البيئة وتناقضاتها بما فيها من غش وخداع.

ث‌-  تعلم العصبية من والديه.

ج‌-    الإسراف في الحب والتدليل.

ح‌-    الأسباب الجسدية والعضوية.

خ‌-    الضعف العقلي، ومستوى الذكاء المنخفض.

د‌-      الطفل العبقري الذي يعاني من العصبية وعدم الاستقرار.

2- ما مظاهر عصبية الأطفال؟

أ‌-       الأعراض العامة: انعدام الاستقرار، والحركة الزائدة، وتشتيت الانتباه، وشرود الذهن، والاعتداء على الأقران، والثورة لأتفه الأسباب، والغضب والبكاء، والرعونة، والعبث في كل شيء، وعض إخوته أو التشاجر معهم وضربهم.

ب‌-  حركات عصبية خاصة:

1-    مص الأصابع.

2-    قرض الأظافر والأقلام.

ج- الحركات العصبية اللاإرادية.

ومن هذه الحركات: هز الرجل بطريقة شبه مستمرة، وتحريك جوانب الفم، ومداومة اللعب في شعر الرأس، وتحريك الرقبة إلى اليمين أو اليسار.

3- كيف تعالج عصبية الأطفال؟

العلاج يكمن أولا في التأكد من سلامة الولد من المرض، وتقصي الأسباب الدافعة لحدوث الغضب، ومعالجتها بتعقل.

على الآباء ضبط سلوكهم وإشاعة جو الهدوء والسعادة في المنزل. والحقيقة أن عصبية الأطفال ليست وراثة عن طريق الدم من الآباء إلى الأطفال، إنما هي سلوك يتعلمه الأبناء من الآباء، أو سلوك قهري نتيجة كبت الآباء للأبناء، أو تدليلهم تدليلا يخلق منهم أفرادا يميلون للسيطرة على البيت وفق هواهم.

طفلي يغضب في روضة الأطفال:

هناك بعض الأساليب التي يمكن أن تقوم بها معلمة رياض الأطفال لتخليص الأطفال من حالات الغضب:

1-    أشبعي رغبة الطفل من الطعام والراحة.

2-    أشغليه بما يمتص نشاطه.

3-    حاولي عدم الانتباه إليه أثناء توتره، واتركيه حتى يهدأ.

4-    لا تلجئي إلى التهديد والضرب للطفل أثناء حالته العصبية.

5-    أشعريه بأنه طفل عادي، وعليك أن تتقبليه؛ لأن مثل هذا السلوك منك قد يجعله يهدأ، ويصير أكثر تعاونا.

الفصل السابع: ابني عنيد.. ماذا أفعل؟

1-    أسباب عناد الأطفال:

يتجلى ظهور العناد واضحا في سن الخامسة من عمر الطفل، أو في سن الرابعة عشرة. ففي سن الخامسة من عمل الطفل يحس الطفل بوجود الآخرين، ويخشى أن يضيع وسطهم، ولذا فإنه يسعى ليؤكد شخصيته فيظهر العناد.

وفي سن الرابعة عشرة يكون الفتى قد تجاوز عالم الطفولة، وشرع في مرحلة المراهقة. وفي كلتا الحالتين لا خشية من ظهور العناد، مع العلم أنه عناد مؤقت سوف يتلاشى إذا واجهناه مواجهة ناجعة بترفق. وقد يظهر العناد بتأثير مرور الطفل بإشكالات تتعلق بدراسته أو موقف زملائه، أو بتأثره من فشل ألم به، أو ظهور من يسعى ليتطاول عليه. وقد نكون نحن السبب في ظهور العناد، فنطلب من أولادنا طلبات متعجلة دون إيضاح.

2-    لماذا يعصي الأولاد أوامر والديهم أحيانا؟

يعود ذلك إلى أن كثيرا من هذه الأوامر لا تتفق مع ميول الأطفال، وقد يرفض الطفل أوامر والديه دلالا وعنادا، وكثيرا ما تكون هذه الأوامر مبهمة، أو أن الأوامر نفسها تحمل معها فكرة العصيان، أو بسبب مرض الطفل الذي لا تشعر به الأم.

3-    لا طاعة عمياء:

إن إجبار الطفل على الطاعة العمياء بصورة دائمة يخمد نفسه ويقتل شخصيته، ويعوِّده الغش والكذب، وعدم الثقة بالنفس. فلا تلجأ إلى أسلوب الصرامة والقسوة معه، ولا تعطه أوامر كثيرة دفعة واحدة، وكافئه إن أحسن. وتلطف معه.

4-    توصيات للتغلب على المشاكل السلوكية للأطفال:

حاول التوصل إلى السبب الذي يجعل الطفل ميالا إلى أن يكون مصدرا للمتاعب، وساعده ليكون على وعي كامل بما يفعله، وأعطه فرصة ليفسر لك لماذا قام بهذا السلوك الخاطئ، وشجعه على اللعب مع أقرانه، ومواجهة الغرباء، والمواقف الجديدة، وامنحه الأمن والثقة بنفسه، وأشعره أنك تحبه.

الفصل الثامن: أساليب الثواب

1-    أهمية الثواب والعقاب:

لعل البعض منا لا يفطن إلى مكافأة ابنه على إحسانه القيام بعمل ما، يقول الإمام أبو حامد الغزالي:” مهما ظهر من الصبي خلق جميل، وفعل محمود، ينبغي أن يكرم عليه، ويُجازى عليه بما يفرح به، ويُمدح بين أظهر الناس”. وقد تكون المكافأة مادية أو معنوية، ولا يقتصر على الجوائز المادية فقط، لئلا يشبَّ الطفل نفعيا. وينبغي أن يكون أسلوب الثواب والعقاب متوازن. 

2-    قواعد تربوية في الثواب والعقاب:

كافئ السلوك الجيد بسرعة واستمرار، ومن المكافآت الفعالة جدًّا: الابتسامة، والتربيت على الكتف، وكلمات الثناء، والاهتمام.   ولا تكافئ السلوك السيئ عن غير قصد، وعاقب بعض السلوك السيئ لكن استخدم عقوبة خفيفة فقط. وكافئ السلوك البديل الجيد.

الفصل التاسع: أساليب العقاب

1-    العقاب الخاطئ والعقاب الصحيح:

الخطأ الأول: إحساس الوالدين بعدم أهليتها للقيام بمهمة الأب والأم؛ فالتربية ليست نظريات فقط، إنما تحتاج إلى إحساس وتفهم للأمور.

الخطأ الثاني: تبادل الاتهامات بين الأب والأم حول أسلوب تربية الابن.

ويصف الإمام أبو حامد الغزالي أسلوب معالجة الخطأ فيقول: وإن خالف في بعض الأحوال مرة، فينبغي أن يُتغافل عنه، فإن عاد ثانيا، فينبغي أن يعاتب سرا، ويعظم الأمر فيه، ويقال له: إياك أن تعود بعد ذلك لمثل هذا. وليكن الأب حافظا هيبة الكلام معه، فلا يوبّخه إلا أحيانا، والأم تخوفه بالأب وتزجره عن القبائح. وينبغي أن يأتي العقاب فور حدوث الذنب، وأن لا يكون من الشِّدة بحيث يشعر الطفل بالظلم، وأن لا يجرح كبرياؤه.

2-    أنواع العقاب:

–         العقاب ينبغي أن يكون آخر وسيلة للتربية.

–         هناك وسائل عديدة في العقاب قد تكون أبلغ من الضرب.

–         لا ترسل الولد إلى سريره عندما يرتكب عملا غير مقبول، فسيرتبط في ذهنه أن السرير وغرفة النوم من وسائل العقاب؛ مما يجعله يتجنب الذهاب إلى سريره في المساء.

–         لا يجوز حبس الطفل في غرفة، وإغلاق الباب عليه بحال من الأحوال.

–         يفضل عدم الإكثار من استعمال طريقة إيقاف العطايا، أو استرجاعها من الطفل كطريقة للعقاب.

–         لا ينصح بتكليف الطفل بمهمة لا يحبها- كطريقة للعقاب.

–         إذا شعرت بالحاجة الشديدة للمعاقبة المادية، فقد يكفي أن تطلب من الولد الجلوس على كرسي معين في جانب الغرفة.

3-    أسلوب الإقصاء في العقاب:

الإقصاء سهل الاستعمال على الآباء، وهو أقل إزعاجا وغضبا في تربية الطفل، ويساعد على إيقاف السلوك السيئ بسرعة، وأن العلاقة بين الأب وطفله تعود بسرعة إلى الوضع الطبيعي بعد استخدام الإقصاء.

وتتم طريقة الإقصاء بإبعاد الطفل لمدة قصيرة عن الموقف السّار الذي حصل أثناءه سوء التصرف، بحيث يوضع الطفل أثناءها في مكان ممل خال من الأصوات السارة، وتكون مدة الإقصاء دقيقة واحدة لكل سنة عن عمر الطفل مهما كان تصرف الطفل. ويجب ألا يتجاوز عمر الطفل الحادية عشرة عندما تبدأ في استخدام الإقصاء.

4-    شروط العقوبة:

–         يجب أن يكون العقاب مسبوقا بتنبيه أو إنذار، وأن يكون متناسبا مع الذنب.

–         يجب أن يوقع العقاب بُعيد اقتراف الذنب.

–         علينا أن نقلل من توقيع العقاب ما استطعنا.

–         حين نعاقب علينا أن نلتزم الهدوء والأناة، ونتجنب التشفي والانتقام.

–         يجب أن نبتعد عن لغة التهديد والوعيد ما استطعنا.

–         لا يجوز أبدا أن تمتد العقوبة.

–         لا يجوز أبدا أن نوقع العقوبة على طفل أمام أصدقائه أو أعدائه.

–         الضرب آخر مراحل العلاج، ولا يُلجأ إليه إلا اضطرارا.

5-    وصايا أسلوب العقاب:

–  لا تهدد الولد بأمور لا يمكنك تنفيذها.

–   إياك أن تعاقبه بقولك له: إنك لا تحبه.

–   حاول أن تعيد الأمور إلى ما كانت عليه بسرعة بعد العقاب.

–  لا تكثر من النقد المستمر.

–   حافظ على هدوئك قدر المستطاع.

–   خفف من إشعار ولدك بالذنب والتقصير.

–         لا تقارن ولدك بالآخرين.

–         فكر في تأثير العقاب الذي تستعمل.

6-    الضرب:

ينبغي أن يكون الضرب آخر الدواء، وتذكر أن الضرب للطفل وسيلة للتأديب وليست للعقاب، فلا يكون ضرب ما لم تستنفد أساليب التربية جميعها.

7-    نصائح للتخفيف من غضب الأم:

هناك دلائل قطعية على وجود علاقة بين شخصية الطفل المشاغب، والأم العصبية التي تصرخ دائما حين تغضب.

–         استعيذي بالله من الشيطان الرجيم بصورة مستمرة، وأنت تشاهدين من طفلك ما يثير فيك الغضب.

–         فكري دوما أن غضبك لن ينفع في تأديبه، بل سيزيده شغبا وتمردا.

–         أشغلي نفسك بأي عمل آخر، وأنت تعلنين لطفلك أنك ستحاسبينه على خطئه، فهذا التأجيل يساعد في إخفاء ثورة الغضب في نفسك.

الفصل العاشر: تربية بدقيقة (1)

يحار الناس في تربية أولادهم: كيف يرشدونهم إلى الصواب دون أن تكون الوسيلة خاطئة، وها هو اقتراح متوازن يدعى (أسلوب الدقيقة الواحدة)، وهو أسلوب حديث في تربية الأبناء. ويعتبر (سبنسر جونسون) رائد أسلوب الدقيقة الواحدة في العصر الحديث. ويعتمد هذا الأسلوب على جعل الأبناء يشعرون بعدم الرضا عن تصرفهم الخاطئ، ولكن بالرضا عن أنفسهم، فكيف يتم ذلك بدقيقة واحدة؟

1-    وبخهم في دقيقة واحدة: أخبر أبناءك بأنك ستتبع معهم هذا الأسلوب. إذا ارتكب ابنك خطأ ما انظر في عينيه مباشرة، وأعد عليه ما فعله باختصار دون أن يأخذ من وقتك إلا ثواني معدودات. أشعره بأنك غاضب من فعله، ودعه يشعر بذلك، ثم خذ نفسا عميقا، واشعر بالهدوء النفسي، ثم انظر إلى وجهه نصف الدقيقة الثاني، بطريقة تجعله يشعر أنك إلى جانبه ولست ضده، وأنك تحبه، ولكنك لا تحب سلوكه.

2-    امدحهم في دقيقة واحدة: أخبر أبناءك أنك ستمدحهم عندما يحسنون التصرف.

3-    قراءة الأهداف في دقيقة: إن رغبة الأطفال في تحسين سلوكهم تتولد من رضاهم عن أنفسهم، وحين يشعر الطفل بذلك الرضا تزداد رغبته في تطوير نفسه وتهذيب سلوكه.

حاول أن تجلس مع أبنائك قبل عطلة نهاية الأسبوع، اسألهم: كيف يريدون قضاءها؟ دعهم يضعون خطة يحددون فيها أهدافهم، وما سيفعلونه في تلك العطلة. اجمع تلك الأهداف، ودعهم ينظرون إليها مرة في دقيقة واحدة، ثم يرى كل واحد فيما إذا كانت تلك الأهداف تتوافق مع سلوكهم. فهذا سيشعر الأبناء بالثقة بالنفس وتتولد لديهم القدرة على إدارة شؤون الحياة.

4-    الوصايا العشر في تربية الأبناء:

–         لا تشغل نفسك بتحقيق طموحاتك، وتنسى مشاكل أبنائك.

–         لا تترك مسؤولية التربية على عاتق زوجتك وحدها.

–         حاول أن تقضي وقتا كافيا مع أبنائك.

–         تذكر حين توبخ ابنك أن تشعره بأنك تحبه، ولكن لا تحب سلوكه فقط.

–         على الآباء أن يتعلموا الإصغاء إلى أبنائهم.

–         حاول تنمية الإحساس بالنجاح في نفوس أبنائك منذ الصغر.

–         شجع أولادك على أن يكونوا صادقين معك.

–         عندما تكون في البيت حاول ألا تفكر إلا في شؤون بيتك وأولادك، وعندما تكون في العمل فكر فقط في عملك.

–         إذا رأيت طفلك متمردا عليك فاسأل نفسك: هل احتضنته ذلك اليوم؟

–         اتبع أسلوب الدقيقة الواحدة في حياتك مع أبنائك، فالتأنيب بدقيقة واحدة، والمديح بدقيقة، ولكنها حقا دقيقة مثمرة.

الفصل الحادي عشر: ابني لا يحب الذهاب للنوم.. ماذا أفعل؟

–         تذكر أولا أنه لا يوجد طفل يرغب في الذهاب إلى السرير من تلقاء نفسه.

–         على الأم ألا تستعمل موضوع الذهاب إلى السرير كعقاب أو تهديد.

–         حاولي أن تجعلي من وقت الذهاب إلى النوم وقتا ممتعا وسعيدا.

–         شاركيه في الأمور التي يقوم بها في السرير كقراءة الفاتحة، والمعوذتين، وطريقة وضع لعبته المفضلة على السرير.

–         اجعلي من غرفته غرفة مشجعة على النوم.

–         قدري حاجته من النوم، ولا ترسليه إلى سريره للنوم في وقت مبكر جدا.

–         حاولي اتباع وقت معين للنوم، مع بعض المرونة.

–         حاولي تنبيه طفلك باقتراب وقت النوم في الوقت المناسب.

–         قدري أحاسيسه ومشاعره، فاتركي بعض الضوء أو الباب مفتوحا إن أراد ذلك.

–         إذا غادر الولد السرير من جديد فحاولي أن تعيديه إلى سريره بشيء من اللطف والحزم.

–         لا تستخدمي العنف وتكرهي طفلك على النوم.

الفصل الثاني عشر: ابني يرفض الطعام.. ماذا أفعل؟

هذه بعض النصائح التي توجه الآباء حول موضوع طعام الأطفال:

1-    تذكري أن الصراخ ومطالبة الولد بالطاعة والانصياع لا تجدي.

2-    لا تطلبي من طفلك فجأة الحضور لتناول الطعام في الوقت الذي يكون فيه منهمكا بلعبة شديدة التسلية، بل أعطه إشعارا بأن الطعام سيكون جاهزا بعد قليل من الوقت.

3-    لا ترغمي طفلك على تناول كل ما أمامه من طعام.

4-    لا تستعجلي طفلك أثناء الطعام.

5-    أفسحي له المجال إن كان يريد تناول الطعام بنفسه.

6-    لا تحاولي إعطاءه السكاكر والشكولاتة وغيرها بين الوجبات، فإذا كان جائعا بين الوجبات فأعطه بعض الفواكه والتمر.

7-    إذا لم يرغب الطفل بنوع معين من الطعام فلا تكرهيه عليه، ولا ترغميه على الطعام وهو غضبان.

8-    قدمي الطعام لطفلك بطريقة شهية في أطباق خاصة بالطفل، ولا تلوميه أو توبخيه أثناء الطعام.

9-    لا يتشاجر الأبوان أثناء تناول الطعام.

10-                        أظهري التلذذ بالطعام أمام طفلك حتى تثيري فيه مشاعر حب الطعام الصحي.

الفصل الثالث عشر: ابني يخجل

1-    الخجل الطبيعي والخجل المرضي:

الخجل حالة طبيعية في كثير من الأحيان، فبعض الأطفال يُظهر نوعا من الخجل والاعتماد على الأهل. وعندما يكون الخجل على درجة شديدة، ويستمر لستة أشهر على الأقل، يمكن أن يسمّى بالاضطراب الاجتنابي (الهروبي).

2-    مظاهر الخجل الشديد:

تختلف مظاهر الخجل من طفل إلى آخر حسب شدَّته؛ فالطفل الخجول جدا: مسكين، بائس، يعاني من عدم القدرة على التعامل بارتياح مع أقرانه في المدرسة وفي المجتمع. يعيش منطويا على نفسه، منزويا عن الآخرين، وفي المناسبات والمواقف الاجتماعية، يحاول الطفل الاختباء أو يتكلم بصوت منخفض.

3-    أسباب الخجل:

–         عدم تعويد الطفل على الاختلاط بالآخرين.

–         الإفراط في التدليل.

–         التشدد في معاملة الأطفال، والإكثار من الزجر والتوبيخ لأتفه الأسباب، وخصوصا أمام الآخرين؛ مما يفقد الطفل الثقة بالنفس، والشعور بالنقص، وهذا ما يؤدي إلى الخجل.

–         الحرمان من أحد الأبوين أو كليهما.

–         العيش في الغربة.

–         الأمراض الجسمية والتشوهات أو العاهات.

–         اضطراب النطق واللغة.

–         مشاعر النقص الناجمة عن أسباب مادية.

–         ضعف قدراته العقلية وتحصيله في المدرسة.

–         التأخر في الدراسة.

4-    كيفية علاج الطفل الخجول:

–         احرص على تشجيع طفلك على الثقة بنفسه.

–         لا تقارن طفلك بمن هو أكثر حظا منه، ولا تنتقده أمام الآخرين.

–         حاول التعرف على مصادر الخجل وكيف نشأت.

–         هيئ لأطفالك جوا من الدفء العاطفي والشعور بالأمن والطمأنينة.

–         لا تدفع طفلك للقيام بأعمال تفوق قدراته.

–         درب طفلك الخجول على تكوين صداقات مع أقرانه.

–         ساعده على تنمية مواهب معينة عنده.

–         توسط في معاملة طفلك بين التدليل والقسوة.

–         أشعره بأن بعض التوتر والارتباك في المواقف الاجتماعية أمر طبيعي.

–         حاول أن تفهم مشاعر الطفل وأفكاره وقلقه إذا طالت فترة الخجل.

–         تجنب إطلاق التسميات والأوصاف غير المفيدة على ابنك.

–         شجع طفلك على مواجهة المواقف الاجتماعية، والأطفال الآخرين.

–         لا تيأس في محاولاتك؛ فكثير من الحالات تتحسن مع تقدم العمر، وزيادة التجارب الناجحة والثقة بالنفس.

الفصل الرابع عشر: ابني يخاف

1-    الخوف الطبيعي والخوف المرضي:

الخوف بدرجة معقولة استعداد فطري زوَّد الله به الإنسان ليحمي نفسه، ويأخذ حذره في هذه الحياة. فالخوف العادي شعور طبيعي عند كل إنسان، أما ” الخوف المرضي” فهو خوف شاذ مبالغ فيه مما لا يخيف أغلب من في سنّ الطفل عادة.

2-    أنواع مخاوف الأطفال:

مخاوف الأطفال عادة، إما مخاوف محسوسة ذات مصادر حقيقية، أو مخاوف عامة غير محددة. وأكثر المخاوف شيوعا عند الأطفال هي المخاوف المحسوسة، ومنها: الخوف من الطبيب، والشرطي، ومن المدرسة، ومن الحيوانات، والظلام، والبرق والأماكن العالية، وركوب بعض المواصلات… إلخ.

أما المخاوف غير المحسوسة فمثالها ما يربي البعض أبناءه على الخرافات والغولة والسحر. وللأسف نجد العديد من الكتب والمجلات التي تثير في الأطفال المخاوف والأوهام.

3-    الخوف من الظلام:

الخوف من الظلام بدرجة معقولة أمر طبيعي، إلا أن الخوف المبالغ فيه من الظلام لارتباطه بذكريات مخيفة كالعفاريت والجن واللصوص خوف مرضي.

4-    كيف تعالج مخاوف الأطفال؟

–         استمع إلى مخاوف ابنك، وأخبره أنك كنت تشعر بما يشعر به عندما كنت في سنِّه.

–         علمه أن من طبيعة البشر أن يشعر الإنسان بالخوف.

–         فرِّق بين (الخوف الطبيعي) وبين ما يسمى (الرهاب phobia).

–         على الأم أن تتجنب تهديد ابنها بسحب حبها له من حين لآخر كلما اقترف عملا، فإن هذا يفقده إحساسه بالأمن رغم وجود أمه.

–          على الآباء ألا يخيفوا أطفالهم إلا في الأمور المستحبة.

–         جنب ابنك كل أمر يفزعه.

–         ينبغي على الأمهات الابتعاد عن التهديد والوعيد.

–         لا تتحدث عن الأشياء المخيفة أمام طفلك، وابتعد عما يثير مخاوفه.

–         حاول أن تضع طفلك مع مجموعة من الأطفال المحبوبين لديه.

–         قلل الزواجر والنواهي والأوامر التي تكبل الطفل.

–         تجنب القصص والحكايات التي تتحدث عن الأساطير والحيوانات الخرافية الخارقة والعفاريت.

–         لا تفترض على الطفل الصغير دور الرجولة.

الفصل الخامس عشر: ابني يخطئ في لفظ الكلمات

1-    المشكلة والأسباب:

قد تجد الأسرة لذة خاصة لدى سماع أخطاء لسان الطفل وعيوب ألفاظه، فتقلده وتحمله على التكرار. ولكننا إذا شئنا مصلحة الطفل، فعلى الأبوين ألا يستمرئا هذه اللذة لئلا تخرج عن حدودها فتعوق الطفل عن تقدمه الفعلي، فإذا استمر الخطأ والتلفظ السيئ عند الصغير بعد السنة الرابعة من عمره، فإنه يتوجب على أبويه أن يعملا على تصحيح عيب الكلام.

2-    ماذا أفعل؟

–         كلموا طفلكم بكلمات واضحة غير منقوصة.

–         إياكم أن تكرروا أمامه عيوبه اللفظية.

–         حاذروا أن تلحوا على ابنكم أو تطلبوا منه أن يخرج اللفظ الصحيح دفعة واحدة.

–         إياكم ومحاولة تقويمه أمام الناس حتى إخوته.

–         ادرسوا حركات اللسان والشفتين الضرورية للنطق الصحيح.

3-    كيف تساعد ابنك على تطوير لغته؟

–         تكلم معه قدر ما تستطيع.

–         اسمع له ولا تتعجل عليه حين يتكلم.

–         شجعه على استعمال الكلمات قدر الإمكان بدلا من التعبير بالإشارة إليها.

–         شجعه على جهوده التي يبذلها في محاولة النطق الصحيح.

–         صحح له الأخطاء بلطف.

–         لا تتسرع ليكمل جملته إن أبطأ.

–         اقرأ له، فكلما زاد استماعه لقراءتك له زاد استمتاعه بالقراءة وزاد عدد الكلمات التي يلتقطها.

–         لا تضغط عليه، أو تفرض عليه استعمال اللغة والقراءة.

 4-    تأتأة ابنك ماذا تفعل فيها؟

“التاتأة” من الأمور المعروفة عند الأطفال، فقد يحاول الولد الكلام إلا أن الكلمة لا تخرج من فمه رغم كل الجهد الذي يبذله. وقد يخرج صوتا مكررا عدة مرات قبل أن ينتقل إلى الكلمة التالية.

وتحدث” التأتأة” عادة لأسباب نفسية أكثر منها عضوية. وتظهر فجأة عندما تبدأ العوامل النفسية بالتأثير على حياة الطفل.

ومن أكثر أسباب التأتأة ما يجري في المنزل عندما يغضب أحد الوالدين من الولد، فيكلمه بغضب معنفا له على ما قام به، ولا يتيح له الفرصة للحديث الهادئ للدفاع عن نفسه. وكذلك عندما يضغط الآباء على الولد ليتكلم في عجلة في أمر من الأمور.

فإذا أصيب ابنك بالتأتأة فعليك أن تراعي ما يلي:

–         أعط ابنك الوقت والرعاية، واصبر عليه حتى يتخلص من مشكلة التاتأة.

–         لا تستعجله في الكلام أبدا.

–         استمع له باهتمام، ولا تشر إليه أبدا أنه مزعج أو أنك خجل من أسلوب كلامه أمام الناس.

–         لا تحاول أن تكمل له الكلمات التي يتأتى فيها.

–         أشعره أنه ولد هام جدا في حياتك، وله أن يأخذ كل الوقت.

–         شجعه أن يتكلم بصوت منخفض، فهذا يساعده على الكلام والتخلص من التأتأة.

–         شجعه على التغني فمعظم من يتأتئ بالكلام لا يتأتئ بالغناء.

–         لا تسمح لأحد أن يغيظه أو يستهزئ به.

الفصل السادس عشر: ابني يدخل المدرسة

1-    اليوم الأول في المدرسة:

–         حاولي أن تدعي واحدا أو اثنين من الأطفال الذين سيشاركون طفلك في الدراسة، ليتعرف عليهم ويختلط بهم.

–         ابدئي بزراعة الرغبة في المدرسة في نفس الطفل قبل بلوغه سن دخوله إليها في سن الرابعة مثلا.

–         قبل أيام من ذهابه إلى المدرسة، ابدئي بشراء كثير من الأشياء لطفلك بهذه المناسبة.

–         في صباح اليوم الأول من الدراسة، عليك أن تشعر طفلك بالهدوء والطمأنينة، وعليك أن تودع طفلك وتغادره على الفور دون تردد، مع ضرورة أنك ستأتي في موعد محدد لتصطحبه إلى المنزل.

–         علم طفلك أن يكون دائما في صحبة الآخرين عند خروجه من المدرسة، وألا يتحدث إلى الغرباء، ولا يأخذ منهم شيئا كالحلوى وخلافه.

2-    الاعتياد على المدرسة:

بعض الأطفال يستمر في البكاء والشعور بالخوف في كل صباح ولفترة طويلة في بداية السنة الأولى في المدرسة:

–         فإذا ما بكى طفلك فلا تظهر غضبك أمامه، واحفظ هدوءك.

–         تأكد أنه لا يعاني من أي أمراض جسمية.

–         أكد لطفلك أنك ستذهب لإحضاره من المدرسة في ميعاد محدد.

–         رغبه في المدرسة.

3-    التبكير في دخول المدرسة:

لا تستعجل وتدخل ابنك المدرسة قبل سنه الطبيعي. فهذا ينهك دماغ الطفل.

4-    تعلم اللغات الأجنبية:

من الأمور التي تلفت الانتباه الاهتمام الزائد بتعلم اللغات الأجنبية على حساب اللغة العربية؛ فقد أصبحت الموضة الحديثة أن يعلم الطفل أكثر من لغة أجنبية في التمهيدي، في وقت لم يتعلم فيه الطفل بعد النطق السليم باللغة العربية.

الفصل السابع عشر: طفلي يكذب لماذا؟

1-    التعليم بالقدوة:

الطفل يولد على الفطرة، ويتعلم الكذب أو الصدق والأمانة من بيئته التي تحيط به.

2-    لماذا يكذب الأطفال؟

إذا جاء طفل في الرابعة من عمره بقصة من نسج خياله، فلا يصح أن نعتبرها كذبا، فالطفل ذو خيال خصب وهو في تلك السن.

وقد يكذب الطفل تحديا لوالديه اللذين يعاقبانه بشدة، فهو يكذب هربا من العقاب. وقد يكذب مازحا مع أصدقائه بغية الفكاهة، وهو لا يعلم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا زعيم بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا”.

3-    كيف نخلص الأبناء من عادة الكذب؟

ينبغي التعرف أولا على الدوافع التي تكمن خلف الكذب، فيؤخذ الطفل بالرفق واللين إذا كذب وهو دون الرابعة من العمر، ونعلمه الفرق بين الخيال والواقع. أما إذا كان فوق الرابعة، فتحدثه عن الصدق وأهميته دون إكراه أو ضغط عليه. ونعلمه أن الكذب والإيمان لا يلتقيان.

ومن أخطر الأمور أن يعترف الطفل بخطئه ثم نعاقبه بعد اعترافه، وكأننا نعاقبه على الصدق، وندفع الطفل دفعا إلى الكذب.

الفصل التاسع عشر: خذ بيد طفلك إلى الله

وذلك يكون بما يلي:

1-    تأسيس العقيدة السليمة عند الطفل:

فأجب على تساؤلاته الدينية بما يتناسب مع سنه ومستوى إدراكه وفهمه. ولا تلقن طفلك اسم الله من خلال الأحداث الأليمة؛ لأن للخبرات الأليمة أثرا في تشكيك المؤمن في عقائده. وحاول أن تذكر اسم الله تعالى أمام الطفل من خلال مواقف محببة سارة. وعلى الآباء أن يغرسوا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفوس أبنائهم الصغار.

2-    تهيئة الطفل لعبادة الله:

 يمكن تعويد الطفل منذ سن الرابعة أو الخامسة على الوضوء والصلاة، ونحببه فيها. ويصطحب الوالد طفله إلى المسجد عندما يكون قد تعلم آداب المسجد.

3-    تعليم الأطفال قراءة القرآن وحفظه.

4-    لا تهدم البناء الديني عند أولادك:

 ومن أهم تلك العوامل التي تضر بأبنائك: تحويل العبادات إلى مجرد طقوس لا معنى لها ولا روح، والنفاق العملي: وهو أن يتلقى الابن أوامر من والديه يرى أبويه يعملان عكسها. والإكراه على تطبيق الشعائر الدينية.

5-    التربية الخلقية والدينية.

الفصل العشرون: قصص الأطفال

1-    أثر القصة على الطفل:

يقول الخبراء: إن الطفل يبدأ عادة في الاستمتاع بسماع القصة حين يبلغ الثانية من عمره. وحين يبلغ الأطفال الرابعة يكونون قد وصلوا إلى درجة من معرفة المحيط، فيهوى الطفل قصص المغامرات. وفي سن الخامسة يكون الطفل مستعدا للتعلم، ويميل إلى القصص التي تعطيه المعلومات، وتقدم له المعرفة. وفي السادسة والسابعة فإن الأطفال يستمتعون بالقصص الشعبية. وفي الثامنة والتاسعة يبدأ الأطفال في التوجه إلى التراجم وقصص السيرة الذاتية وسير أبطال الحروب. أما في العاشرة والحادية عشرة فيبدأون في هذه السن باتخاذ القدوة والمثل الأعلى، فهم بحاجة إلى قصص العظماء والمخاطر والحروب.

ولا يمكن بالطبع تحديد بداية تلك المراحل ونهايتها في حياة الطفل، فهي يمكن أن تتداخل زمنيا، كما تختلف بين الذكور والإناث. وينبغي الانتباه إلى نوعين من القصص التي يمكن أن تؤثر سلبيا في تنشئة وتصورات الأطفال؛ النوع الأول: القصص المترجمة، والنوع الآخر: قصص المغامرات التي كثيرا ما تطغى فيها المبالغات.

2-    هل هناك من بديل؟

هناك على سبيل المثال: قصص القرآن لمحمد موفق سليمة، و أنبياء الله لأحمد بهجت، وأحسن القصص لعبد الفتاح رواس قلعجي، والسيرة النبوية للأطفال للأستاذ عبد اللطيف عاشور، وغيرها.

اختر القصص التي ترمي إلى فوائد خلقية وعلمية وأدبية، وتجنب القصص التي تتحدث عن الجن والعفاريت والأوهام. وأحضر لأطفالك قصصا بسيطة ومصورة في البداية. واجلس إلى جانب طفلك واقرأ له قصة ما بصوت عالٍ.

3-    حذار حذار من هذه القصص:

تجنب قصص الرعب والجرائم، والحب والجنس، والقصص التي تدعو إلى الرذائل، وقصص الخيال العلمي التي تتنافى مع العقيدة الإسلامية.

4-    حكاية قبل النوم:

ناشد أطباء النفس عند الأطفال، ناشدوا الأمهات أن يعدن إلى اتباع عادة حكاية قبل النوم، ترويها الأم بصوتها الحنون. فوجود الأم إلى جوار سرير ابنها قبل نومه يزيد من ارتباطه بها، ويجنبه المخاوف والكوابيس أثناء النوم.

الفصل الحادي والعشرون: علموا أولادكم القيم

1-    أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم:

علينا كآباء أن نزرع في أبنائنا مكارم الأخلاق، وننشئهم عليها، ونكون قدوة لهم في ذلك، وأن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أسوتنا وقدوتنا.

علينا أن نغرس في أولادنا هذه الأخلاق (وقد فصّلها الكاتب):

2-    الأمانة 3- الشجاعة 4- التعامل بالحسنى 5- الاعتماد على النفس 6- الاعتدال والانضباط 7- العفة والإخلاص 8- الوفاء بالعهد 9- الاحترام 10- المودة 11- الإيثار 12- الدَّماثة 13- العدل.

الفصل الثاني والعشرون: علموا أولادكم الأدب

1-    تعليم الأدب بالقدوة (على الأبوين أن يكونا قدوة لأبنائهم).

2-    أمانة المجالس.

3-    عوّد أبناءك على الذوق الرفيع.

4-    علموهم أدب التحدث في الهاتف.

5-    علموهم الآداب الإسلامية في تناول الطعام.

6-    علموهم كيف يكون الأدب مع العلماء والكبار.

الفصل الثالث والعشرون: التربية الجنسية

1-    مسؤولية الوالدين في التربية الجنسية:

تذكر أن توعية الأبناء لنموهم الجسدي والجنسي وخاصة حين يصل الأولاد إلى سن البلوغ هي مسؤولية الوالدين، فإهمال ذلك قد يجعل الأولاد فريسة للمعلومات الخاطئة والمشوشة التي تصلهم عن غير طريق الوالدين. حاول أن تجيب على أسئلة الولد عن المواضيع الجنسية بأسلوب بسيط دون تفاصيل.

2-    اللعب الجنسي بين الأولاد:

علم طفلك في سن مبكرة أن جسده ملك له فقط، وأنه ليس لأحد غيره لمسه-إلا والديه عند الغسيل في الحمام أو التنظيف أو التلبيس. علِّمه أن عليه أن يرفض طلب غيره بلمس جسده أو خلع ملابسه.

الفصل الرابع والعشرون: المراهقة كيف نتعامل معها؟

1-    المظاهر الجسدية والنفسية للمراهقة ومسؤولية الآباء تجاهها:

تتميز مرحلة المراهقة عند الشباب والبنات (11- 18 سنة)، بتغيرات وصفات خاصة تنقل الإنسان من عالم الطفولة إلى عالم النضج والشباب. في مرحلة المراهقة يمر الفرد بالتغير العضوي السريع والمتتابع. وترى المراهق في هذه المرحلة يناقش القضايا مع والديه ومعلميه. والمراهق قد لا يتقبل رأي الآخرين بسهولة؛ وربما يرفض توجيهاتهم ونصائحهم. وقد لا يستطيع أن يتحكم في انفعالاته، والمراهقون يبالغون في حبهم وفي كراهيتهم. والمراهق ذو حساسية مرهفة لنقد الآخرين، وهو يميل إلى تحقيق ذاته، وإثبات وجوده. وكثير من الآباء لا يقومون بواجبهم تجاه تعويد أولادهم تحمل المسؤولية، ويفرغونهم للدراسة، وهذا يؤثر في تكوين شخصيتهم مستقبلا.

2-    المراهق في حاجة إلى الأصحاب:

يؤدي التشابه بين الأقران في مرحلة المراهقة في كثير من الأحيان إلى التعلق بالصحبة، بحيث لا يقدم المراهق على صحبته أحدا، ويربط مصيره بمصيرها، ورأيه برأيها. ويؤثر ذلك الصاحب على عقيدة الإنسان وقناعاته الفكرية. وهذا ما قد لا ينتبه إليه كثير من الآباء والأمهات. وعلى المربي أن ينتبه لأهمية الرفقة وخطرها على المرافق، وعليه أن يهيئ ولده لهذه المرحلة، ويعلمه كيف يختار أصدقاءه.

3-    المراهق في حاجة إلى الأمن:

–         حاول أن تبث الطمأنينة في كيان المراهق.

–         تجنب السخرية واستهجان حاله.

–         قدر مشاعر المراهق بالتردد والاضطراب في المواقف الاجتماعية والمناسبات.

–         عوده على المشاركة في الحوار والمناقشة.

–         تجنب انتقاد المراهق بسبب فشله في المواقف الاجتماعية.

–         ساعده في حل مشكلاته.

4-    المراهق في حاجة إلى العبادة:

لدى المراهق في كثير من الحالات توجه التدين، وميول إلى كثير من التفكير والتأمل. ولهذا، فمن الواجب استثمار هذه الاستعدادات والميول وتوجيهها التوجيه الصحيح.

5-    كيف تنمي الجانب الديني عند المراهق؟

–         حاول أن تحث المراهق وتوجهه إلى هذا الجانب عفويا.

–         خاطب عقل المراهق وعواطفه ومشاعره.

–         ينبغي البدء بمناقشة هذا الجانب والتوجيه إليه مبكرا، وهو في سن الثالثة عشرة إلى سن الخامسة عشرة، فهذه الفترة يكون الاستقبال لدى المراهق فيها أكثر.

–         استثمر مواقف الضيق والشدة لإيضاح قدرة الله، وضرورة اللجوء إليه.

–         ذكره بأن الله مطلع عليه، وعوده غض البصر.

–         وعوِّده الإعراض عن المسموعات والمشاهدات المذمومة.

–         وعلمه فن الاستئذان.

6-    المراهق.. والجنس:

ذكر فتيانك أن الله تعالى لم يقل في القرآن العظيم: (وَلَا تَزْنُوا)، ولكن قال: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى)، وذلك لأن الفاحشة فعل مركب له مقدمات ونتائج مترابطة، مبدأها النظر إلى ما حرّم الله، والسير مع رفقاء السوء، وتناول المسكرات وما حرمه الله. ولتعلم كل فتاة أن الشبان الذين يسمون بالمتحررين يسعون خلفها للإيقاع بها، تحت دعاوى الحب والصداقة، وهم يهدفون إلى إيذائها في عرضها وشرفها.

7-    علِّمه تحمل المسؤولية:

لا شك أن المراهق يتأثر بنوع المعاملة التي يلقاها من والديه ومربيه، فهي إما تعوده المبادرة والعطاء، أو تجعله سلبيا منزويا لا رأي له. فاستخدم معه الحوار والمناقشة، واستخدم الشورى في المناسبات المتعلقة بالأسرة والمدرسة وغيرها، وعوده على القيام ببعض المسؤوليات، وعوده على الاستقلالية المالية، والتخطيط للمستقبل، وساعده في تكوين مكتبة تشتمل على الكتب المهمة والنافعة.

8-    المراهق في بلادنا وبلاد الغرب:

من فضل الله علينا أن أسرنا ما تزال تتميز بالترابط الأسري، فتنتقل المودة والرحمة من الآباء إلى الأبناء؛ في حين نرى أن الحياة الأسرية في بلاد الغرب تقوم على الانفصال والانفصام بين الأجيال، والمراهقة هنا تعني- في أغلب الأحوال- التمرد.

9-    ابني المراهق لا يستيقظ بسهولة:

ناده في الصباح مرة واحدة، وتأكد من أنه قد سمعك، وأنه استيقظ من نومه حقيقة، وبعدها اترك له أمر النهوض من السرير. وإذا تأخر بالنهوض والوصول إلى المدرسة، فإنه سرعان ما سيتعلم من تنبيه المدرسة، وكلمة المدرس أو المدرسة. وهذا أفضل بكثير من أن تبقى تتابعه وتنادي عليه كل صباح مرات ومرات.

10 -عودة المراهق في المساء:

–         اتفق معه على وقت العودة إلى المنزل وحاول أن يكون معقولا بينك وبينه.

–         ذكّره كيف أن الآباء بشكل عام يشعرون بالقلق والخوف على ولدهم.

–         إذا لم يلتزم في موعد العودة المتفق عليه، فقل له إذا تكرر التأخر في العودة فلن يستطيع أن يخرج من المنزل في المساء لمدة أسبوع.

11-إذا وقعت عيناك على أمر خاص لولدك لا يريدك أن تراه؛ فماذا تفعل؟:

تذكر أولا أن غرفة الولد هي غرفته الخاصة، واسأل نفسك: هل هذا الأمر ضار به أم لا؟ فإن لم يكن له ضرر عليه فالأفضل أن تتركه في مكانه، أما إذا شعرت بضرر هذا الامر وخطورته، فالأفضل أن تفتح معه الموضوع مهما كانت صعوبة الحديث في هذا الأمر. ولكن حاول ألا تعرض الموضوع بأسلوب المواجهة والتحدي.

12-ابني في السادسة عشرة.. يريد قيادة السيارة:

كثيرا ما يطلب الولد في هذه السن- وربما قبله- من أبيه أن يسمح له بقيادة السيارة لأول مرة. والأب العاقل يجيب: بالتأكيد ليس لدي مانع، ولكن سأبقى معك حين تقودها لأن القوانين لا تسمح لمن هم في سنك بذلك، على الرغم من ثقتي بك.

13- نصائح للوالدين:

ينبغي أن يراعي الوالدان ما يأتي:

–         ألا يتشاجر الوالدان أمام الأطفال أو المراهقين.

–         ألا يتدخلا في كل أمور حياة المراهق، وأن يشجعاه على الاستقلال والاعتماد على نفسه.

–         التوازن معه في الجانب المالي ما بين التقتير والإسراف.

–         شجعه على مصاحبة ذوي الميول الطيبة.

–         شجعه على أن يستخدم عقله في نقد ما يرى أو يسمع.

–         احترم آراء ابنك، وجنبه الشعور بالفشل، ولا تعيره بنقصه، ولا تسبب له الإحباط.

–         أشعره بأنه شخص مرغوب فيه دائما وموفق في عمله، ويتعلم من أخطائه.

من ثمرات الكتاب وفوائده (نصائح للوالدين):

–         مسؤولية تربية الأولاد تقع على الأبوين معا.

–         إن انشغال الأم عن تربية أبنائها في السنوات الأولى بخاصة، مأساة كبرى.

–         لسلوك الوالدين أثر كبير في المشكلات النفسية التي يتعرض لها الطفل.

–         على الوالدين تجنب الخلافات وكثرة الشجار، وبخاصة أمام الأولاد، لأنها تعرض الطفل للصدمات النفسية.

–         صادق ابنك.

–         لا يمكن للتربية أن تتم بدون حب.

–         كن والدا منظما.

–         كن قدوة لأولادك.

–         اترك لابنك حرية معقولة.

–         لا بد من لمسات الحنان من الأبوين لأولادهم.

–         على الأبوين التوازن في توفير أغراض الأولاد، وفي الجانب المالي معهم أيضا.

–         اختيارك لمكان السكن، والجيران، قد يكون سببا رئيسيا في اختيار نوعية أصدقاء أولادك.

–         عود طفلك منذ صغره على النوم المبكر وعدم السهر.

–         استمع لأبنائك وإلى وجهات نظرهم.

–         عود ابك على أن يصارحك.

–         احترم طفلك وشجعه، ولا تركز على أخطائه، وقلل من التوبيخ له.

–         علمهم الثقة بالنفس، وعودهم على النجاح، وعلى تحمل المسؤولية والتخشن.

–         اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم.

–         العقاب ينبغي أن يكون آخر وسيلة في التربية، والضرب آخر الدواء.

–         لا تنشغل بتحقيق طموحاتك وتنسى مشاكل أولادك.

–         شجع أولادك أن يكونوا صادقين معك.

–         لا تقارن طفلك بمن هو أكثر حظا منه، ولا تنتقده أمام الآخرين.

–         حاول أن تفهم مشاعر الطفل وأفكاره، وأن تعالج خجله.

–         شجع طفلك على مواجهة المواقف الاجتماعية.

–         على الوالدين أن يحرصا على سلامة حروف اللغة العربية لدى أولادهم.  

–         خذ بيد طفلك إلى الله تعالى.

–         اهتم بجلب القصص النافعة والمفيدة لأولادك، واقرأ بعضها معهم.

–         اغرسوا في أولادكم حب الله وحب رسول الله- صلى الله عليه وسلم.

–         على الأبوين أن يكونا قدوة لأولادهم.

–         المراهق في حاجة إلى الأصحاب، والأمان، والعبادة، فساعد ابنك في ذلك.

ما الفرق بين خجل الطفل وضعف شخصيته ؟ كيف أوازن بين تربية ولدي على التسامح وعدم تضييع الحق؟! أفكار عملية لمختلف المراحل.. كيف نرسّخ عقيدة أبنائنا حول فلسطين والأقصى؟ انكفاء النُّخب والقيادات الدعوية معرفة أحوال المدعوين.. طريق المربي للدعوة على بصيرة