يتناول الكاتب مفهوم الأدب الإسلامي من منظور ناقد وكاتب وباحث في الأدب؛ حيث يبحث في تاريخ هذا النوع من الأدب وأصله، وجذوره في الإسلام، ثم يبين مفهوم الأدب الإسلامي والفرق بينه وبين بقية الآداب

اسم الكتاب:

في الأدب الإسلامي، من منشورات دار الفكر في دمشق 2016.

المؤلف:

د. وليد إبراهيم قصاب؛ متخصص في النقد والبلاغة، من مواليد دمشق 1949، يحمل إجازة في اللغة العربية وعلومها من جامعة دمشق، ماجستير ودكتوراه من جامعة القاهرة، ودبلوم صحافة من الولايات المتحدة الأمريكية.

له عدة مؤلفات في الشعر والأدب، ومهتم بدراسة الأدب العربي والإسلامي بشكل خاص.

كتب في القصة، وأصدر عددًا من الدواوين الشعرية.

ملخص الكتاب:

يتناول الكاتب مفهوم الأدب الإسلامي من منظور ناقد وكاتب وباحث في الأدب؛ حيث يبحث في تاريخ هذا النوع من الأدب وأصله، وجذوره في الإسلام، ثم يبين مفهوم الأدب الإسلامي والفرق بينه وبين بقية الآداب، ويتناول أهمية هذا الأدب ووجوده على الساحة الأدبية، وهذه التجربة التي قد تعد ضيقة في بعض الفترات الزمنية، وفي النهاية يحدث عن قضايا الأدب الإسلامي.

ما أصل الأدب الإسلامي:

يذهب الكاتب إلى أن أصل الأدب الإسلامي جاء من القرآن الكريم من عدة نواحٍ:

1-   ذكر القرآن الشعر والشعراء في عدة مواضع، وفرّق بين الشعر والقرآن الكريم، وأيضًا بين الشعراء الضالين المضلين والشعراء الذين آمنوا.

2-   الأدب كلمة، والقرآن أثنى على الكلمة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء، والكلمة الخبيثة كالشجرة الخبيثة، ولا شك أن الأدب الإسلامي يُعد كلمة طيبة من حيث الهدف والمضمون، وقد تطرق لهذا بشكل موسع.

3-   نزل القرآن الكريم على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- بلسان عربي مبين، وببلاغة قلّ نظيرها في أوج فترة الشعر والشعراء عند العرب، وباعتراف المشركين أنفسهم أن القرآن الكريم جاء بليغًا قويًا مختلفًا عن الشعر، ويحمل في آياته أنواع الأدب مثل القصة، وفيه من التشبيهات والبلاغة الكثير، ومثله السنة النبوية الشريفة.

مفهوم الأدب الإسلامي:

خلص الكاتب إلى أن الأدب الإسلامي هو "تعبير جمالي شعوري باللغة عن تصور إسلامي للإنسان والكون والحياة، تعبير فني راقٍ عن رؤية فكرية يحكمها التصورالإسلامي".

واعتبر الأدب الإسلامي تجربة شعورية مميزة متفردة كما هو كل نوع من الأدب. والمصطلح ينقسم إلى لفظين:

أدب: حيث يشترك مع بقية الآداب الأخرى في خصائص فنية جمالية معينة، وفي تقانات أسلوبية تعبيرية ذات سمات متميزة.

وكونه إسلاميًا يعني أنه يجمع الرؤية الفكرية المنطلقة من عقيدة الإسلام.

فالأدب الإسلامي كغيره من الآداب يجمع بين الفن والفكر، بين الأداة والمعنى، بين الشكل والمضمون، ولكنه مضمون إسلامي.

ويفرق الكاتب بين القائل والمقول؛ حيث يمكن أن نسمي المضمون أدبًا إسلاميًا ولكنه قد يصدرعن ثلاثة أصناف من الأدباء:

1-   مسلم متدين.

2-   مسلم غير متدين.

3-   غير مسلم.

فالإسلام دين عقيدة وحياة متكاملة تجمع الإنسانية فيها، ويجمعهم أخلاقيات وأفكار قد تصدرعن كاتب غير مسلم، فيمكن لأي أديب مهما كانت جنسيته أن يعبر عن القيم الإسلامية. وفرّق باحثون بين الأدب الإسلامي وأدب الدعوة إلى الإسلام، الذي يدافع عن العقيدة الإسلامية ويقدمها للآخر ويدعوه لاقتناعها.

لماذا الأدب الإسلامي:

يعتبر الكاتب أن الأولى هو طرح سؤال معاكس، وهو لماذا يكون أدب المسلمين غير إسلامي؟! إذ إن الأصل أن يكون أدبنا إسلاميًا؛ لأن الإسلام هو تراث الأمة العربية والإسلامية.

ثم يذكر الكاتب من مثالب الأدب المعاصر:

1-   أنه غير أصيل، حظ التصور الإسلامي فيه قليل أو مغيب، بل مُعادٍ، منتقص منه في كثير من النصوص

2-   أدب مقلَّد محاك، يُعبر عن صغار وعبودية تجاه الآخر.

3-   يتجاوز في بعض النماذج من الهجانة والتقليد لتمضي إلى ما يشبه التخريب والهدم.

ولخص الحاجة إلى الأدب الإسلامي في نقاط عشرة:

1-   الخروج من حالة انعدام الوزن وضياع الهوية التي يعيشها الأدب العربي الحديث.

2-   تصحيح مسار الأدب ورده إلى جادة الصواب.

3-   تحرير الأدب العربي من قبضة العبودية للآخر ومفاهيمه ومعاييره وذوقه.

4-   رد الأدب إلى دوره الإيجابي الفاعل في الحياة.

5-   ربط الإنسان بخالقه.

6-   ربط حاضر أدبنا بماضيه.

7-   تصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة في الأدب والنقد.

8-   الاتجاه نحو العالمية؛ لأن عالمية الأدب لا تتحقق إلا بمحليته، والأدب الإسلامي مهيأ لتحقيق هذه العالمية بسبب عموميته النابعة من عمومية العقيدة التي ينطلق منها.

9-   زرع بذرة من بذور توحيد المسلمين وتمتين رابطة العقيدة بينهم، وذلك عن طريق  تحقيق الوحدة الأدبية.

10-  الأدب الإسلامي -عندما يتكامل له جانبا التطبيق والتنظير- عون على الابتكار والإبداع؛ لأنه دعوة إلى امتلاك الرؤية الخاصة.

خصائص وقضايا الأدب الإسلامي:

الأدب والعقيدة:

الإسلام أدب مرتبط بالعقيدة الإسلامية، يصدر عنها ويغترف من نبعها، فكل أدب يصدر عن عقيدة، ولو كانت الآداب الحديثة استبدلت شرائع وفلسفات وعقائد من صنع الإنسان.

ويفصل الكاتب في مسألة العقيدة في الأدب الإسلامي في حديثه عن الشعر بالذات، لاضطراب العلاقة بين الشعر والدين وتفاوت الآراء فيها، بسبب ما ورد في القرآن الكريم في آياته عن الشعر: (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) [الشعراء: 224-227].

وظيفة الأدب:

اختلفت الآراء بين الباحثين حول وظيفة الأدب، فمنهم من أخذ بنظرية (الفن للفن)، والأدب جزء من الفن الذي تكون التسلية هي وظيفته، ومنهم من قال إن الفن والأدب وظيفته أن يعلم ويهذب ويحقق هدفًا اجتماعيًا إصلاحيًا من خلال أسلوبه وفكره.

أما الأدب عند العرب فكان له اتجاهات خاصة في الشعر، مثل المفاخر والوقوف على الأطلال والدفاع عن القيم النبيلة، وبث الأخلاق الحميدة في نفوس الأجيال، وجاء الإسلام فجنّد الكلمة لنصرته والدفاع عنه، وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- أن "المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه"، وهذا رفع أهمية الأدب الإسلامي ومكانته؛ لأنه يعطي فائدة أخرى للأدب ويدعم وظيفته الأساسية.

ويطرح الكاتب في نهاية الكتاب بعض المفاهيم المغلوطة في تراثنا اللغوي والنقدي مثل:

- اصطفاء النموذج الجاهلي، واعتباره النموذج الأفضل للشعر والأدب.

- العلاقة بين الشعر والدين، والتي جعلت الأمر يحمل الكثير من الالتباس عند الشعراء والأدباء.

- المفاضلة بين الشكل والمضمون في الأدب، حيث يطغى الشكل على المضمون عند بعض الأدباء، ويهتم بالناحية الجمالية، دون الاهتمام بمدى جودة المضمون وهدفه والرسالة التي يريد إيصالها للقارئ.

ما الفرق بين خجل الطفل وضعف شخصيته ؟ كيف أوازن بين تربية ولدي على التسامح وعدم تضييع الحق؟! أفكار عملية لمختلف المراحل.. كيف نرسّخ عقيدة أبنائنا حول فلسطين والأقصى؟ انكفاء النُّخب والقيادات الدعوية معرفة أحوال المدعوين.. طريق المربي للدعوة على بصيرة