طفلي الكبير يبلغ من العمر سنتين وثلاثة أشهر، وعندما أكون في منزلي أو منزل أهلي يكون جريئًا، ويتكلَّم بطلاقةٍ وصوتٍ عالٍ

السؤال:

طفلي الكبير يبلغ من العمر سنتين وثلاثة أشهر، وعندما أكون في منزلي أو منزل أهلي يكون جريئًا، ويتكلَّم بطلاقةٍ وصوتٍ عالٍ، ويلعب ويطلب ما يريد، ويرفض إذا لم يعجبه شيء، لكن عند ذهابي لإحدى المناسبات -ومن وقتِ دخولي- يبدأ بالبكاء، ويتمسَّك بقدمي بقوَّة ولا يُريدني أن أدخل، ويقول لي: "يلا نروح للسيارة"، فأقوم أنا بحمله ويتمسَّك أكثر ويبكي، وأقول له: "يا ماما لا تبكي هنا خالة، وهنا ولد يلعب معك"، لكنَّه فاجأني بردِّه وقال: "أنا خائف!!".

وقتها لم أعرف كيف أتصرَّف، دخلتُ إلى القاعة، وعند مروري للسَّلام اشتدَّ بكاؤه، وبعد جلوسي استمرَّ متمسِّكًا بي، وظل يبكي بكاءً شديدًا، ولا يريد النَّظر فيمن حولي من خوفه أو خجله، حاولتُ تهدئته، وبقي حوالي ساعة وأكثر على هذا الحال، لكن لاحظتُ أنَّه ينظر للأطفال من حولي، ويكفّ عن البكاء، لكن عندما يرى امرأة أو فتاة تنظر إليه وتلاعبه، يبدأ بالبكاء ويخفي وجهه.

حتى أهلي لا يريد الذَّهاب إليهم في هذا التَّجمع، وبعد عدَّة محاولات أخذته خادمة أهلي وهو يحبها كثيرًا، وخاصةً عندما رأى معها لعبة (كرة) لأنَّه يعشق هذه اللعبة، وافق على الذَّهاب معها، ثم بدا عليه الانبساط، وفي نهاية المناسبة بدأ يلعب في السَّاحة كما يلعب في البيت، حتى إنني أناديه وهو لا يريد الذَّهاب.

كما أنَّه لا يستطيع أخذ لعبته إذا أخذها منه طفل آخر ولو كان أصغر منه سنًّا، ولا يعرفُ كيف يدافع عن نفسه إذا قام أحدٌ بضربه.

ملاحظة: طفلي لم يكن يعرف الخوف أبدًا، لكن أمَّ زوجي من حرصها الزائد وحبّها له جعلت الخوف فيه، وذلك بمتابعة كل تحركاته، حتَّى لو أراد نزول الدَّرج تركض مسرعة نحوه، وتقول: "أخشى عليه من السقوط"، وهكذا في كل شيء، حتَّى بدأت ألاحظ أنَّه يخاف من تجربة أي شيء جديد، ويقول: أنا خائف.

سؤالي: كيف أتعامل معه لإزالة الخوف من قلبه؟! وكيف أقوِّي شخصيته ليقدر أن يُدافع عن نفسه في أيِّ موقف؟! علمًا بأنَّه حسَّاسٌ جدًّا. أرجو منكم مساعدتي. ولكم جزيل الشكر والتقدير.



الإجابة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد..

نتمنَّى ألا تظهروا الانزعاج؛ لأنَّ الأمور طيِّبة، وسوف يتأقلم الطفل، ولكنَّه يحتاجُ إلى شيءٍ من الوقت، ونرجو تجنُّب الحماية الزائدة عليه، وعدم إقحامه فجأة في أماكنِ الازدحام؛ لأنَّ هجوم النِّساء عليه للسلام والاحتفاء الزَّائد، والأصوات المرتفعة مع التغيير الكبير في المكان والنَّاس، لها أثرٌ، ولا مانع في تدريبه على التَّعايش، ولكن بخطواتٍ ومراحل، وقد ينتفع من عدم إشعاره بالمراقبة الزائدة؛ لأنَّ التَّغافل عنها وعدم التَّصرف نيابة عنه سوف يكسبه الثِّقة في نفسه، وسوف يستفيد من قربِ والده، ومن تعدد المتعاملين معه، بالإضافة إلى مشاركته الألعاب التِّي فيها أدوار.

ونحب أن نذكِّر أنَّه في مرحلةٍ مهمَّة، وسوف تزداد فيها صور العناد، ونتمنَّى أن يُعطَى مساحة؛ لأنَّ في العناد اعتدادًا بالنَّفس، وتدريبًا على المقاومة، ورفضًا للتبعية المطلقة، ولابدَّ من تقديم التَّوجيهات بنبرةٍ هادئة، وبصيغةٍ إيجابية، كقولنا: الطِّفل الممتاز يحافظ على ألعابه، ويشرك الآخرين معه في اللعب، وفلانٌ طفلٌ ممتاز. وتجنَّبوا وضع القيود الزائدة على لعبه وحركته، وابتعدوا عن كثرة الأوامر، أو سوء توقيتها، وعزِّزوا فيه الإيجابيات، وتوجهوا لربِّ الأرض والسماوات، واتَّفقوا على خطَّة موحَّدة في توجيهه، وأشعروه بالأمن، وأشبعوه بالحبِّ والعاطفة، واسألوا الله له ولأنفسكم السَّلامة والعافية.

 

ما الفرق بين خجل الطفل وضعف شخصيته ؟ كيف أوازن بين تربية ولدي على التسامح وعدم تضييع الحق؟! أفكار عملية لمختلف المراحل.. كيف نرسّخ عقيدة أبنائنا حول فلسطين والأقصى؟ انكفاء النُّخب والقيادات الدعوية معرفة أحوال المدعوين.. طريق المربي للدعوة على بصيرة