أنظر إلى واقع محاضننا التربوية، فأرى أننا نحتاج اليوم إلى إحياء شعور الجسد الواحد، ذلك الشعور الذي وصفه الحبيب المصطفى وصفَا دقيقًا في الحديث النبوي الشريف: " مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ وتَراحُمِهِمْ وتَعاطُفِهِمْ مَثَل

أنظر إلى واقع محاضننا التربوية، فأرى أننا نحتاج اليوم إلى إحياء شعور الجسد الواحد، ذلك الشعور الذي وصفه الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وسلم – وصفَا دقيقًا في الحديث النبوي الشريف:

" مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ وتَراحُمِهِمْ وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى".

أضع هذا الحديث نُصْبَ عينيّ، وأتأمّل واقع مدارسنا بوصفها محضنًا تربويًا مهمًا، باحثًا عن عمل يداوي العلل، فأجد أننا في حاجة ملحّة للتعاون والتعاضد، والسعي لتطبيق هذا الحديث؛ فسَنَاهُ يُنير دربنا.

    عندما يعاني أحد الطلاب من مشكلة، لا يمكن تركه وحيدًا، بل ينبغي لنا أن نشعر جميعًا، ونحن في محضن واحد، بأن المشكلة مشكلتنا؛ فنصغي إلى الطالب باهتمام صادق، ونتعاون فيما بيننا لمساعدته، ونسعى بإخلاص لعلاج المشكلة، ومن جانب آخر فالمشكلة التي نلاحظها عند أحد الطلاب أو معظم الطلاب أحيانًا، قد يكون سلوك المربّي أحد العوامل المؤدية إلى ظهورها واستمرارها.

    يصعب على مدير المدرسة مواجهة التحديات وحده، ويحتاج إلى من يشاركه الهمّ والاهتمام، وينبغي لكل مربٍّ أن يتحمّل قدرًا من المسؤولية تجاه محضنه التربوي، والتعاون بين المدير والمربين ضروري؛ فكل فرد في المحضن التربوي يؤدي دورًا ويسهم في تطوير العمل ومعالجة الخلل، وبتضافر الجهود تنجح العملية التربوية وتُثمر.

    يشعر المرشد المدرسي بالوحدة والضيق عندما تُلقى بين يديه المشكلات ويُكلّف بمعالجتها وحده، وهنا تبرز أهمية ما نتحدث عنه -الجسد الواحد- فمن المهم أن يتعاون الجميع لمعالجة المشكلات، ومن جانب آخر فالمشكلة لا يمكن أن تُفصل عن سياقها الذي جرت فيه، ولا يمكن قطع صلتها بالمحيط؛ فهي مشكلة حدثت في عضو من جسد، وقد تكون عوامل المشكلة كثيرة متوزعة على مناطق من الجسد، وأهم خطوة في تشخيصها وعلاجها أن تكون النظرة شاملة (نظرة الجسد الواحد).

ما أحوجنا إلى غرس شعور الجسد الواحد في نفوس المتربين!، ولعلنا بالقدوة الحسنة نحقق ذلك؛ فيكون المربي مهتمًا بشؤون المتربين، متعاطفًا معهم، ويهتم بشؤون مجتمعه وأمّته، ويحثّ المتربين بوسائل متعددة على ذلك، وعندما يرى المتربي حال المربي هكذا؛ فمن المُتوقع أن يكون تأثُّر المتربي أكبر، ومن ثَمّ ينعكس ذلك على سلوكه.

ما الفرق بين خجل الطفل وضعف شخصيته ؟ كيف أوازن بين تربية ولدي على التسامح وعدم تضييع الحق؟! أفكار عملية لمختلف المراحل.. كيف نرسّخ عقيدة أبنائنا حول فلسطين والأقصى؟ انكفاء النُّخب والقيادات الدعوية معرفة أحوال المدعوين.. طريق المربي للدعوة على بصيرة